أفادت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ، الاثنين 5 مارس 2012 ، بأن وثائق سرية كشفت بأن الليبي المدان بتفجير طائرة لوكربي عبد الباسط المقرحي أبلغ المحققين أنه زار مالطا لأغراض الجنس، قبل وقت قصير من وقوع الهجوم عام 1988. وقالت الهيئة إن ممثلى الادعاء أصروا على أن القنبلة التي دمّرت طائرة الخطوط الجوية الأمريكية (بان أميركان) فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية كانت ضمن حقيبة وجرى تحميلها داخلها في مالطا. وأضافت أن الوثائق السرية التي اطلعت عليها تعرض بالتفصيل تفسيرات المقرحي لوجوده في مالطا وإبلاغه المحققين أنه يسافر إلى هناك بانتظام لممارسة الجنس، وتقترح أيضاً أنه كان يسافر إلى مالطا من دون جواز سفر أو هوية. وأشارت (بي بي سي) إلى أن جزيرة مالطا، الواقعة في البحر الأبيض المتوسط، كانت مفتاح القضية التي شهدت إدانة المقرحي في كانون الثاني/يناير 2001 بتفجير طائرة لوكربي ومقتل 270 شخصاً. وقالت إن المقرحي حافظ دائماً على براءته من تفجير لوكربي، كما وجد تحقيق أجرته اللجنة الاسكتلندية لمراجعة القضايا الجنائية أنه قد يكون عانى من سوء تطبيق العدالة. وأضافت (بي بي سي) أن اللجنة وضعت تقريراً من 821 صفحة لم يُنشر لكنها اطلعت على مضمونه ويحتوى على تفاصيل بيان قدمه المقرحي إلى محامي الدفاع قبل محاكمته وتحدث فيه عن سهولة السفر بالنسبة له بين ليبيا ومالطا. ونسبت إلى بيان المقرحي القول إنه "تمكن من دخول مطاري طرابلس ومالطا من دون استخدام جواز سفر أو بطاقة هوية ولمجرد ارتداء زي الخطوط الجوية الليبية لكونه موظفاً في الخطوط الليبية وشخصاً معروفاً في المطارين". وأشارت (بي بي سي) إلى أن صاحب المتجر في مالطا طوني غوتشي كان تعرف على المقرحي بوصفه الرجل الذي قال إنه باعه الملابس التي عُثر عليها في وقت لاحق في الحقيبة التي احتوت على القنبلة التي فجّرت طائرة لوكربي وإنه زاره في متجره يوم السابع من كانون الأول/ديسمبر 1988، لكن الجدل أحاط بهذا التاريخ وكان واحداً من الأسباب التي دفعت اللجنة الاسكتلندية لمراجعة القضايا الجنائية لإحالة القضية إلى محكمة الاستئناف. وقالت إن محققي اللجنة الاسكتلندية الذين استجوبوا المقرحي في سجن غرينوك "اكتشفوا أن لديه عشيقة في مالطا قد يكون زارها مرتين في كانون الأول/ديسمبر 1988 بما في ذلك الليلة التي سبقت تفجير لوكربي، كما ابلغهم المقرحي بأنه لم يكن قادراً، وقتها، على ممارسة الجنس مع زوجته". وأوردت تقارير صحفية أمس (الأحد) أن استئنافاً جديداً سيُقدم للمحاكم الاسكتلندية لتبرئة المقرحي من ناشطين سيقودون الجهود الرامية إلى إسقاط إدانته حتى بعد وفاته كونه يعاني من مرض ميؤوس من شفائه. وكانت محكمة اسكتلندية في كامب زيست في هولندا أدانت المقرحي عام 2001 بتفجير طائرة لوكربي وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة، وقررت السلطات الاسكتلندية الإفراج عنه في آب/أغسطس 2009 لأسباب إنسانية بعد إصابته بسرطان البروستاتا وسمحت له بالعودة إلى ليبيا ليموت هناك بعد أن قدّر الأطباء أنه لن يعيش أكثر من ثلاثة أشهر.