قدّمت محكمة لوكربي رسمياً أمس طلباً الى الحكومة السورية لتسلّمها تقريراً يُعتقد انه في حوزتها ويمكن ان يُغيّر مجرى محاكمة المتهمين الليبيين في تفجير طائرة "بان أميركان" فوق اسكتلندا العام 1988. وصدر الطلب في أعقاب سلسلة من الإرجاءات للمحاكمة التي بدأت في أيار مايو الماضي في كامب زايست وسط هولندا. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية ان الوثيقة الموجودة في دمشق تتعلق، بحسب ما يُعتقد، بكيفية انتقال القنبلة الى متن الطائرة الأميركية. وتبلّغ قُضاة المحكمة الاسكتلندية من محامي الدفاع عن المتهمين عبدالباسط المقرحي والأمين خليفة فحيمة، ان تحريات لا تزال متواصلة في السويد في شأن معلومات "بالغة الحساسية" تلقوها الشهر الماضي من هيئة الإدعاء. وكان كبير المدعين الاسكتلنديين كولين بويد كشف انه تلقى من دولة "ليست اميركا" تقريراً ووثائق تتعلق ب"الدفاع الخاص" الذي قدّمه محامو المقرحي وفحيمة والذي يزعم ان متشددين فلسطينيين، وليست ليبيا، وراء التفجير. وقال رئيس المحكمة لورد ساذرلاند في جلسة أمس انه أجرى مداولات منذ الثلثاء مع الدفاع والإدعاء وقرر إرسال "رسالة طلب للحصول على وثيقة يُعتقد بأنها في سورية". وأوضح ان الأمر قد يستغرق بضعة أيام. لكن لا يُعرف كم سيستغرق الحصول على رد من الحكومة السورية. وأضاف ان المحكمة ستستمع في هذه الفترة الى بقية شهود هيئة الإدعاء، باستثناء الشاهد الرئيسي محمد أبو طالب، الفلسطيني المدان بالإرهاب والمسجون في السويد. وأُحضر أبو طالب الذي ينفي ضلوعه في التفجير، الى هولندا قبل أيام. لكن لا يبدو انه سيمثل أمام المحكمة قبل جلاء نتيجة الاتصالات التي تتركز على معلومات وردت في تقرير "أوراق الخريف" الذي اعدته أجهزة الاستخبارات الألمانية في شأن خلية "جبهة الشعبية - القيادة العامة" اعتُقل افرادها قرب فرانكفورت قبل شهرين من حادثة لوكربي. واستمعت المحكمة بعد الظهر الى إفادة تُليت نيابة عن سيفيور ماليا، الموظف في الخطوط المالطية، قال فيها انه نقل ثلاث حقائب من مالطا الى فرانكفورت يوم حصول حادثة لوكربي، وان الحقيبة الأولى تعود اليه، والثانية الى صديقته، في حين تعود الثالثة الى صديق له في الخطوط المالطية. وقال ان الحقيبة تسلّمها مع مفتاحها لكنه لم ينظر الى فحواها. وتابع انه سلّم الحقيبة الى صديقه، أو صديق صديقه، في فرانكفورت، وانه وصديقته تابعا رحلتهما من هناك الى البرتغال.