لندن، طرابلس - "الحياة"، أ ف ب -استدعت وزارة الخارجية الليبية امس السفير البريطاني في طرابلس ريشارد دالتون وطلبت منه رسمياً المشاركة في التحقيقات عن تورط جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني ام آي -6 في مؤامرة لاغتيال الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي العام 1996. وذكرت "وكالة الجماهيرية للأنباء" الليبية الرسمية ان "امانة اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي وزارة الخارجية استدعت اليوم امس السفير دالتون وابلغته طلب الجماهيرية المشاركة في التحقيقات في المؤامرة التي دُبرت تحت إشراف الاستخبارات البريطانية لاغتيال قائد الثورة، خصوصاً بعد ظهور وثائق جديدة تؤكد تورط جهاز الاستخبارات البريطاني في هذه المؤامرة، وهي وثائق تحتوي معلومات جدية ومصحوبة بقرائن". وكانت صحيفة "ذي صنداي تايمز" البريطانية نشرت اول من امس ان الاستخبارات البريطانية كانت على علم، في مطلع 1996، بوجود مؤامرة تستهدف القذافي قبل اسبوعين على الاقل من تنفيذها، استناداً الى وثيقة سرية نشرت عبر الانترنت. واضافت ان جهاز ام اي-6 اطلع على التفاصيل من عضو في المجموعة التي كانت تسعى لاغتيال الزعيم الليبي. واعد الجهاز تقريراً يتضمن تفاصيل عن متى واين سيتم اغتيال القذافي. واوضح التقرير الذي سلم الى وزارة الخارجية، ان 250 قطعة سلاح بريطانية على الاقل وزعت على المجموعة. ولم تحدد الصحيفة عنوان الموقع الذي نشر عليه التقرير، واوضحت ان السلطات طلبت منها عدم تحديده. كوك وكان وزير الخارجية البريطاني روبن كوك نفى في اب أغسطس 1998، تورط عملاء للاستخبارات البريطانية في محاولة الاغتيال. وكرر في رد على سؤال للصحيفة البريطانية بأن جهاز ام اي -6 لم يهتم أبداً بمثل هذه المؤامرة او يتورط في محاولة لاغتيال الزعيم الليبي. ووصف المعلومات في هذا الشأن بانها "متخيلة". لكن "ذي صنداي تايمز" ذكرت ان مسؤولين بريطانيين اخرين اكدوا صحة المعلومات. وقال كوك لاذاعة ال "بي بي سي" امس :"اعرف ان وزير الخارجية السابق لم يسمح بمحاولة اغتيال مماثلة، وان اجهزة الاستخبارات الخارجية لم تطرح اطلاقاً مثل هذا الاقتراح لمحاولة الاغتيال ... وانا، منذ توليت هذا المنصب، لم ار اي عنصر يشير الى ان هذه الاجهزة مهتمة بمثل هذه المغامرة ... ليس في هذه الوثيقة السرية المزعومة ما قد يؤدي الى افتراض العكس". وكانت الانباء المتعلقة بتورط بريطانيا في مؤامرة ضد القذافي ظهرت للمرة الاولى عندما اعلن العميل السري السابق ديفيد شيلر ان جهاز الاستخبارات الخارجية مول شراء سيارات "جيب" عسكرية وأسلحة كانت ستستخدم لهذا الغرض. وذكرت الصحيفة ان التقرير المنشور على الانترنت يؤكد ان محاولة الاغتيال كانت ستتم خلال انعقاد المؤتمر الشعبي العام برلمان في 14 شباط فبراير 1996 على ان تسبقها انتفاضات في طرابلس ومصراتة وبنغازي. وأشارت الى ان الخطة كانت تقضي بتسلل منفذي الاعتداء الى جهاز الأمن المكلف حماية القذافي لقتله.