خرجت "الجماعة الإسلامية المقاتلة" الليبية أمس عن صمتها الذي التزمته منذ ظهور إدعاءات العميل البريطاني السابق ديفيد شايلر قبل إسبوعين في شأن دفع جهاز الإستخبارات الخارجية البريطاني "ام. آي. 6" 160 ألف دولار الى "عميل" في تنظيم إسلامي ليبي لينفّذ عملية لاغتيال الزعيم الليبي العقيد معمّر القذافي في شباط فبراير 1996. وكانت "المقاتلة" أكدت في آذار مارس 1996 ان إحدى مجموعاتها خططت لاغتيال القذافي في سرت، لكن العملية اُلغيت لأن الزعيم الليبي لم يأت الى المدينة. وافادت ان المجموعة اشتبكت، لدى محاولتها الإنسحاب من المكان، مع قوات الأمن الليبية التي قتلت ثلاثة من عناصرها فتحي القطعاني ومحمد الفيتوري وأنور الجامعي. واكدت في بيان أصدره امس مكتبها السياسي ان لا علاقة لها بادعاءات شايلر، وانها ليست الجهة التي زعم انها تلقت أموالاً لقتل القذافي. ولفتت الى ان شايلر أشار الى ان المحاولة لقتل القذافي تمت عبر زرع قنبلة في سيارته، وان القنبلة زُرعت في سيارة أخرى مما أدى الى مقتل أشخاص أبرياء. وشددت على انها لا تعتمد اسلوب السيارات الملغومة، واستغربت ان يكون حصل تفجير السيارة الذي أشار اليه شايلر من دون ان يسمع أحد به في ليبيا أو في الخارج. واستغربت "المقاتلة" الكلام على وجود "أميرها" عبدالله الصادق في بريطانيا. وأكدت انه لم يسبق له ان زار اوروبا، وانه معروف على نطاق واسع بين الجماعات الإسلامية وعناصر "المقاتلة". ولفت "المكتب السياسي" ل "الجماعة المقاتلة" في البيان الى انه "يجزم بصورة قاطعة بأن اتهام الجماعة المقاتلة بالتعاون مع الحكومة البريطانية من أجل اغتيال القذافي عمل عدائي دنيء يستهدف النيل" من نشاطها معتبراً "ان ذكر الجماعة الإسلامية المقاتلة في مثل هذه المؤامرات يدخل في إطار الحرب" عليها. وهذا التوضيح هو الأول من "المقاتلة" منذ ظهور الأنباء عن ادعاءات شايلر في العديد من الصحف البريطانية والأميركية الأسبوع الماضي. وكانت الحكومة البريطانية نفت نفياً قاطعاً مزاعم شايلر، الموقوف الآن في باريس بانتظار بت طلب لندن تسلّمه. وقال وزير الخارجية روبن كوك ان ادعاءاته مجرد اختلاقات. لكن شايلر كرر أول من أمس مزاعمه بوجود مؤامرة لقتل القذافي موّلتها بلاده. وقال في رسالة الى صحيفة "الغارديان" نشرتها في بريد القراء الخميس، انه يؤكد وجود المؤامرة وانه أبلغ مرؤوسيه في جهاز الإستخبارات البريطانية الداخلية "أم. آي. 5"، وطالب بفتح تحقيق. والمُلاحظ ان "وكالة الجماهيرية للأنباء" وزّعت الاربعاء نبأ مفاده ان مصادر "أمنية" ليبية ستوزّع خلال ساعات معلومات عن ادعاءات شايلر.