اتصلت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين أولبرايت بنظيرها السوري السيد فاروق الشرع لتأكيد ضرورة التزام بنود تفاهم نيسان "قولاً وفعلاً"، بعدما قال مسؤول سوري أول من أمس ان التدخل الاميركي لتخفيف التصعيد الاسرائىلي في جنوبلبنان "صار ضرورياً". وقالت مصادر رسمية سورية ان اولبرايت "وافقت الشرع رأيه في ضرورة عقد لجنة المراقبة المنبثقة من تفاهم نيسان اجتماعاً خلال 48 ساعة" اعتباراً من مساء اليوم. واضافت "تمّ التأكيد على أهمية التزام بنود تفاهم نيسان قولاً وفعلاً". في غضون ذلك، قالت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة" ان الجانب الاسرائىلي يسعى الى "تغيير بنود التفاهم وفرض شروط جديدة على عمل حزب الله في جنوبلبنان، بينها منع قيامه بعمليات انطلاقاً من مناطق مدنية". لكنها اشارت الى رفض سورية ولبنان وفرنسا "تغيير آلية العمل وبنود التفاهم". وقالت أوساط مطلعة ل"الحياة" ان العدوان الاسرائيلي على لبنان "يهدد عملية السلام ويضع عراقيل اضافية في طريق استئناف مفاوضات السلام السورية - الاسرائىلية". وتابعت "اذا كان رئيس الوزراء الاسرائىلي ايهود باراك حاول التنصل من عملية حزيران يونيو الماضي محملاً سلفه بنيامين نتانياهو مسؤوليتها، فانه باراك يتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان، ما يصعّب موافقة السوريين على استئناف محادثات شيبردزتاون". وقالت مصادر ديبلوماسية ان باراك "لم يعد مستر كلين السيد النظيف، وان الواقعية السياسية السورية لا تحتمل عدواناً كهذا في سهولة"، رداً على القول ان ما يحدث "مفاوضات عسكرية" تمهّد لانطلاق مفاوضات باراك - الشرع. وكان مسؤولون اوروبيون بينهم اللورد مايكل ليفي مبعوث رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، حاولوا اقناع الجانب السوري بالقيام ب"خطوات لبناء الثقة" لتسهيل مساعي باراك لاقناع الرأي العام الاسرائىلي باتفاق سلام محتمل مع سورية ولبنان في مقابل الانسحاب من جنوبلبنان والجولان السوري. وبعدما قال ديبلوماسيون ان استئناف المفاوضات في كانون الاول ديسمبر الماضي تطلب مساع وجهوداً كثيفة وهدوءاً في جنوبلبنان استمر "بضعة اشهر"، سألوا عن مصير مفاوضات السلام السورية - الاسرائىلية في الاسابيع المقبلة، وعن مصير "الثقة المتبادلة" التي نشأت بين الطرفين وأدت الى استئناف المحادثات نهاية العام الماضي بعد جمود استمر منذ بداية العام 1996. ويستبعد مسؤولون سوريون انسحاب اسرائيل في شكل احادي من جنوبلبنان. وفيما يعتقدون ان اعلان تموز يوليو المقبل موعداً للانسحاب هو "مناورة للضغط على سورية ولبنان"، يتعاملون "في حذر مع أي خطوة سياسية محتملة". ونقلت مصادر مطلعة ل"الحياة" عن مسؤولين اقتناعهم ان باراك "لن ينسحب من الجنوب في شكل منفرد لان ذلك سيولد فراغاً يبرر للمنظمات الفلسطينية واللبنانية المقاومة بالقيام بعمليات ضد الاحتلال بعد اعادة انتشار القوات الاسرائىلية". وتابعت ان "قيام الاسرائىليين بضرب البنى التحتية اللبنانية بدعوى اضعاف الدولة، يعني تقوية حال الفراغ في جنوبلبنان". وكان لافتاً تعامل وسائل الاعلام الرسمية مع العدوان الاسرائىلي، اذ ان الصحف السورية ابرزت في صدر صفحاتها الاولى اتصالات الشرع الديبلوماسية واتصال الدكتور بشار الاسد بالرئيس اللبناني أميل لحود لتأكيد "الاستعداد السوري للمساهمة في اصلاح اضرار العدوان الاسرائىلي".