في الجمعة الاولى من الشهر الثالث لانتفاضة الاقصى، ومن الموقع نفسه الذي فجر غضب الفلسطينيين، اطلقت القوات الاسرائيلية نيران اسلحتها باتجاه المصلين الذي خرجوا في مسيرة حاشدة قرب باب الاسباط في القدس القديمة، مما ادى الى استشهاد عمار سمير المشيني 16 عاما برصاصة في الرأس، واصابة 21 آخرين بجراح. وتميز يوم امس بهجومين شنهما مسلحون فلسطينيون واسفرا عن مقتل مستوطنيْن قرب الخليل واسرائيلي قرب اريحا. وردت القوات الاسرائيلية بقصف موقع في جنين، مما ادى الى استشهاد اربعة رجال أمن ومدني خامس، اضافة الى استشهاد فلسطيني آخر في بيت لحم، ليرتفع بذلك عدد الشهداء امس الى سبعة فلسطينيين. وخلافا للجمعة الماضية، بدت الشرطة الاسرائيلية معنية بتصعيد الاوضاع الامنية، فمنعت وصول فلسطينيي الضفة والقطاع الى المدينة المقدسة لاداء الصلاة وامعنت في عزلها عن باقي المدن الفلسطينية. وبادر افراد الشرطة الى اطلاق الرصاص الحي باتجاه المصلين الذين رددوا الشعارات المنددة باغلاق القدس وحرمان المؤمنين من العبادة في الشهر الفضيل وهاجموا مقرا للشرطة الاسرائيلية واشعلوا النار فيه. قصف جنين كذلك قصف الجيش الاسرائيلي بالقذائف المدفعية موقعا في مدينة جنين شمال الضفة، مما ادى الى استشهاد خمسة فلسطينيين. وقالت مصادر طبية وامنية فلسطينية ان ثلاثة رجال امن استشهدوا، فيما اصيب رابع بجروح بالغة وتوفي في مستشفى جنين حيث نقلت بقايا جثة خامسة. واعلنت قيادة اجهزة الامن الفلسطيني في الضفة ان القتلى هم الملازم مهند ابو شدوف والرقيب زياد ابو صبيح والعنصران الامنيان محمد عتلة وعلاء ابو جابر، اما القتيل المدني فيدعى محمد راتب. هجمات ضد المستوطنين ويأتي التصعيد الاسرائيلي ردا على الهجمات التي نفذها فلسطينيون ضد مستوطنين في الساعات الاربع والعشرين الاخيرة. اذ اصيب اسرائيليان بالرصاص امس عندما اطلقت النار من سيارة عابرة على سيارة كانا على متنها قرب اريحا. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان احدهما توفي متأثرا بجروحه. وفي وقت سابق، تعرضت سيارة تقل ثلاثة مستوطنين الى هجوم عند مدخل مستوطنة كريات اربع قرب الخليل في الضفة، مما اسفر عن مقتل رينا ديدورسكي 45 عاما وهي ام لخمسة اطفال وتعمل مدرسة في مستوطنة بيت هاغاي في منطقة الخليل. كما توفي إلياهو بن عامي 41 عاما في غرفة العمليات بعد اصابته برصاصات في البطن والصدر، وهو من مستوطنة اوتنييل جنوب الضفة. واصيبت مستوطنة اخرى تعمل مدرسة في احدى المستوطنات بجروح خلال الهجوم. واعتبر ضابط اسرائيلي في الضفة ان الهجمات على المستوطنين او العسكريين "اصبحت اقل" مقارنة مع بداية الانتفاضة "لكنها تسقط عددا اكبر من الضحايا". ووصف باراك الهجوم بانه "خطير للغاية"، وتوعد بمعاقبة المهاجمين. لا امان للمستوطنين لكن وزير الدولة الفلسطيني حسن عصفور قال انه لن يكون هناك أمان للمستوطنين حتى تنهي اسرائيل الاحتلال. واضاف ان الفلسطينيين يعتبرون المستوطنات والمقيمين فيها ادوات للاحتلال الاسرائيلي اذ ان الكثير منهم مسلحون. وقال لوكالة "رويترز" ان الهدف من المستوطنات هو ترسيخ الاحتلال، مضيفا ان ما يحدث يعتبر رسالة من الشعب الفلسطيني الى اسرائيل بانه يتعين عليها اجلاء المستوطنين وانهاء احتلالها لان المستوطنين لن يشعروا بالامان طالما انهم جزء من الاحتلال. وقال انه يشير بذلك الى المعارضة السياسية للمستوطنات عموما وليس الهجمات الاخيرة. مواجهات في الضفة وفي بيت لحم، قرب الحاجز العسكري الاسرائيلي على المدخل الشمالي للمدينة، قتل قناص اسرائىلي الشاب معتز عزمي 16 عاما من مخيم الدهيشة المجاور بعد اندلاع مواجهات اعقبت صلاة الجمعة التي اداها الفلسطينيون في الشارع العام قرب الحاجز. وقال شهود ل"الحياة" ان معتز كان يحاول مساعدة عجوز فلسطيني وقع وهو يحاول مغادرة ساحة المواجهات عندما عاجله قناص اسرائيلي برصاصة من النوع المتفجر دمدم ادت الى تطاير اجزاء من دماغه. وعلى المدخل الشمالي لمدينتي البيرة ورام الله، قصفت الدبابات الاسرائىلية بالقذائف والرشاشات الثقيلة مبان سكنية قيد الانشاء بعد تبادل قصير لاطلاق النار بين الشبان والجنود. وشهدت الخليل مواجهات مماثلة اصيب خلالها الفتى علي القواسمي 14 عاما بجروح خطيرة عندما اطلق جندي النار على رأسه من مسافة قصيرة. واعلن انه في حالة موت سريري. وشهدت جنين وسيلة الظهر وطولكرم مواجهات حامية اصيب خلالها نحو 20 فلسطينيا بجراح. الى ذلك اكدت مصادر فلسطينية ان السلطة اتخذت قرارا بمنع المسلحين من اطلاق النار باتجاه المستوطنات من المناطق التي تخضع لسيطرتها الكاملة.