لفت نظري موضوع المرأة في البلدان المسلمة، المنشور في "الحياة" بتاريخ 8/10/2000، ليس فقط لأني أعتقد أنه آن الأوان للاجتهاد في القوانين التي تتحكم بالمرأة وتعديلها بما يتناسب مع روح العصر المتطور الذي نعيشه مع الاحتفاظ بروح الدين .... فمثلاً، وكما جاء في المقال "... في تركيا تلاعب رجال الدين والسياسة ما بين الفترة 1926 الى 1938، ففي حين منعوها من الخروج من البيت في الأولى عادوا ومنّوا عليها حين سمحوا لها ليس فقط في الخروج من البيت وإنما بالاشتراك في إحدى مباريات الجمال في العالم، وانتخبت أول تركية كملكة جمال العالم" .... أما في التجربة التونسية، والتي يعود فيها الفضل الى الراحل الحبيب بورقيبة حين نظر إلى المرأة على اعتبار أنها شريك مساوٍ في الحقوق والواجبات، وعمل على رفع شأنها في كل مجالات المجتمع والحياة، بما يعمل على صيانة كرامتها الإنسانية، وهي في جميعها تأخذ بروح الدين، وليست التصلب فيه. تعتبر هذه التجربة من أفضل التجارب في العصر الحالي، والتي أتمنى أن يُؤخذ بها في الدول الإسلامية الأخرى، فمنذ البداية، في عام 1956، أقر القانون الإصلاحي والمعروف بقانون ماجيلا، حق المرأة آخذاً في الاعتبار مصلحة المرأة الإنسانة في كل ظروف الحياة. التجربة الثالثة هي التجربة الإيرانية، والتي عادت بالمرأة الى العصور الوسطى، ونجحت في استغلال المرأة لمصلحة نظام الحكم. ففي الوقت الذي ندد فيه الإمام الخميني بمنح النساء حقوقهن السياسية، لأنها في نظره تخالف الإسلام، عاد وعدل عن رأيه حين وجد أن مشاركة المرأة تساعد الثورة والنظام. ولكنه حتى حين منحها حق المشاركة السياسية فرض عليها رموز الخضوع للسلطات .... والقانون المصري الجديد أعطى الحق لقلة من النساء المحظوظات، سواء بالولادة في شريحة معينة من المجتمع أو البقية المحظوظة المتعلمة التي تستطيع الاعتماد المادي على نفسها أو على عائلتها، ولم يأخذ في الاعتبار الشريحة الأكبر من المجتمع والمكونة من النساء التي ولدت في دوامة الفقر والجهل، ومع السنين يصبح من العسير الخروج من هذه الدوامة، إلا بمعجزة وهي نادرة... نحن نقول إن ديننا صالح لكل زمان ومكان، ومن هنا أنادي أنه آن الأوان لاجتماع أكبر عدد من علماء الدين من كل الأقطار العربية والإسلامية، مع المرأة كممثلة لنفهسا وبنفسها لتطوير القوانين، بهدف واحد واضح هو قراءة القرآن في ضوء الكون، وتبني تفسيرات ترتكز الى فهم متكامل للدين، والخروج بقوانين واحدة تطبق في الدول الإسلامية جمعاء، وتخدم المصلحة العامة والأجيال المقبلة، وليس خدمة مصلحة أي طرف على حساب الطرف الآخر. أحلام عميرة أكرم - لندن