تحول عدد من السجون في تركيا امس الى ساحات قتال، بعدما دهمتها قوى الأمن ووحدات من الجيش، لوضع حد لاعتصام واضراب عن الطعام لمئات من السجناء اليساريين المطالبين بتحسين اوضاعهم وعدم تفريقهم. وامتدت المواجهات الى شوارع في اسطنبول وانقرة، حيث اقتحم يساريون مقر حزب رئيس الوزراء بولند اجاويد واقتادوا منه رهائن. راجع ص 7. وبلغ العنف اشده في سجني بايرام باشا وعمرانية في اسطنبول، حيث استخدم المعتقلون الرشاشات للتصدي لقوى الأمن، ما اسفر عن مقتل اثنين من قوات الدرك. ولجأت قوى الأمن الى استخدام البلدوزرات لهدم جدران السجن بعدما اضرم الموقوفون النار فيه. وانتحر 15 سجيناً حرقاً وقتل اخر برصاص الشرطة، فيما تردد ان المواجهات اوقعت ايضاً 57 جريحاً. وسمع دوي اطلاق النار وقنابل الغاز في منطقة بايرام باشا، فيما غطت سحابات الدخان اجواءها. وبثت وقائع الاقتحام عبر المحطات التلفزيونية التي نقلت حواراً هاتفياً سجلته مديرية الأمن بين من يُعتقد أنه زعيم حركة التمرد في سجن بايرام باشا ونزيل يساري في سجن آخر. وسمع زعيم الحركة وهو يأمر انصاره بأن يحرقوا انفسهم والا يستسلموا ولو ادى ذلك الى موتهم جميعاً. كما نقلت قناة خاصة مشاهد التقطتها كاميرا سرية، لمؤتمر حزبي في السجن حضرته ناشطات لا يُعرف كيف تسللن الى داخله للتضامن مع نزلائه. وقوبلت العمليات الأمنية بموجة غضب من احزاب اليسار، وفي مقدمها "حزب الحرية والتعاون" الذي اتهم اجاويد بالخيانة وطالبه بتغيير اسم حزبه "الديموقراطي اليساري". واقتحم عدد من المتظاهرين مقر الحزب في أنقرة، واقتادوا الذين كانوا في داخله رهائن. كما شهدت الجامعات تظاهرات فرقتها الشرطة. ويطالب السجناء اليساريون بالتحقيق في مقتل زملاء لهم على ايدي قوى الأمن، وتحسين اوضاعهم في السجون التي يعتبرون انها لا تصلح للبشر.