حملت النتائج الاولية في الانتخابات التركية مفاجأتين كبيرتين: الاولى تقدم حزب اليسار الديموقراطي بزعامة رئيس الوزراء بولند اجاويد، وحصوله على نسبة 22 في المئة. في حين تراجع حزب الفضيلة وحصل على 15 في المئة، وحزب الطريق القويم بزعامة تانسو تشيلر الذي حصل على 12 في المئة. أما الثانية فهي حلول حزب الحركة القومية اليميني المتشدد في المرتبة الثانية بحصوله على 18 في المئة، بعدما كان يُخشى سقوطه لعدم حصوله على نسبة ال 10 في المئة المطلوبة لدخول البرلمان. كذلك حصل خزب الوطن الأم بزعامة مسعود يلماز على 15 في المئة. راجع ص 7 وبالكاد لامس حزب الشعب الجمهوري نسبة 10 في المئة. ونال حزب الشعب الديموقراطي الكردي نسبة اربعة في المئة... لكن هذه النتائج قد تتبدل بعد الانتهاء من فرز اصوات الدوائر في اسطنبول وانقرة وبورصة وازمير. واعلن رجائي كوتان، زعيم حزب الفضيلة، في مؤتمر صحافي حضرته "الحياة" ان من المبكر توقع نتائج نهائية "ولكن اذا تراجعت أصوات الحزب فإنني سأستقيل من رئاسته"، كما يجري في الديموقراطيات الغربية. وكان زعماء الأحزاب كرروا نداءاتهم للمواطنين، عشية يوم الانتخاب، لعدم تشتيت أصواتهم والاقتراع بكثافة في اتجاه واحد لضمان الحصول على غالبية مريحة. وبرز في هذا الاطار نداء رجائي كوتان، زعيم حزب الفضيلة، الذي وعد في حال وصوله الى السلطة بإلغاء المحظورات السياسية خصوصاً المادة 312 من الدستور، واخراج رئيس بلدية اسطنبول السابق رجب طيب اردوغان من السجن و"ادخال اللصوص" مكانه. كما أمل اجاويد، من جهته، بألا تأخذ الشفقة الناخبين من أجل حزب الشعب الجمهوري، منافسه في جبهة اليسار، داعياً الى تكتيل أصوات اليسار لمصلحة حزبه اليسار الديموقراطي. بدأ ناخبو المناطق الشرقية حيث الغالبية الكردية الاقتراع قبل ساعة من بدء اقتراع ناخبي مناطق غرب تركيا، نظراً الى فارق التوقيت بين المنطقتين، وسط اجراءات أمنية صارمة تخوفاً من قيام أنصار حزب العمال الكردستاني بعمليات تفجير بسبب اعتقال زعيمهم عبدالله اوجلان، خصوصاً بعد تفاقم مثل هذه العمليات في الآونة الأخيرة في اسطنبولوأنقرة ومناطق جنوب شرقي البلاد. وتوجه قادة الأحزاب وكبار المسؤولين للإدلاء بأصواتهم، فاقترع في مراكز انتخابية في أنقرة كل من رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ورئيس الحكومة ورئيس أركان الجيش وزعماء أحزاب الفضيلة والشعب الجمهوري والوطن الأم، في حين اقترعت تانسو تشيللر وتورغوت اوزال في اسطنبول. كما اقترع من سجنه، زعيم حزب الشعب الديموقراطي مراد بوزلاق، فيما مُنع دوغو بيرينتشيك، رئيس حزب العمال اليساري، من الادلاء بصوته من السجن لصدور الحكم عليه. من جهة أخرى، أفادت مصادر حزب الشعب الديموقراطي الكردي ان ضغوطاً مورست على المواطنين في بعض مناطق جنوب شرقي البلاد، حيث أجبرت القوى الأمنية الناخبين على الادلاء بأصواتهم علناً ومنع التصويت للحزب الكردي، كما أفيد عن مقتل شابين كرديين على أيدي القوات الخاصة التركية في منطقة بينغول عشية الانتخابات.