ظل حوالي مئة من حراس السجون التركية محتجزين لليوم الثاني على التوالي، فيما افيد ان 12 شخصاً قتلوا نتيجة تمرد في ستة سجون على الاقل، قام به سجناء من اليساريين المتطرفين. تضاربت التقديرات في تركيا امس الاثنين حول عدد الحراس المحتجزين في سجون في انحاء البلاد اثر تمرد منسق قام به سجناء يساريون متطرفون. واعلنت وزارة العدل ان السجناء المتمردين كانوا حتى مساء اول من امس، يحتجزون 93 حارساً في سجون عمرانية وبيرم باشا في اسطنبول وبارتين شمال وجانكيري وسط وجناكالي وجيبزي شمال غربي وبيرغام غرب. لكن رئيس فرع جمعية حقوق الانسان في أنقرة لطفو ديميركابي اعلن ان هناك 114 حارساً رهائن في السجون في شتى انحاء البلاد. واثارت هذه الاضطرابات الأحدث في السجون التركية الشكوك حول قدرة الحكومة على السيطرة على نزلاء السجون القديمة والمكتظة. وكانت بدأت في سجن اولوجنلار في انقرة اول من امس، عندما احتج عدد من السجناء الاعضاء في الجبهة الثورية للتحرير الشعبي، على عملية تفتيش نفذتها الشرطة التي كانت تشتبه في انهم حفروا نفقاً للهرب منه. وعمد السجناء الذين هربت اليهم اسلحة، الى اطلاق عيارات نارية وزجاجات حارقة على رجال الامن. واسفر الاشتباك عن مقتل عشرة سجناء واصابة 18 آخرين بجروح، فيما جرح سبعة من رجال الدرك الذين تدخلوا لضبط الوضع. وعلى الاثر، اقدمت السلطات على توزيع السجناء اليساريين على عدد من السجون. ويعتقد انهم ينتمون الى تنظيمات يسارية عدة. والتقى ممثلون من منظمتين غير حكوميتين ممثلين عن السجناء المتمردين للتفاوض بشأن اطلاق سراح الحراس. وحصل اللقاء في سجن بيرم باشا في اسطنبول. ونقلت وكالة انباء "الاناضول" عن مسؤول في نقابة المحامين في اسطنبول ان السجناء طالبوا بطرد المسؤولين عن سجن انقرة وتأمين العلاج الطبي للسجناء الجرحى، في مقابل اطلاق الرهائن. كما طالبوا بوقف نقل السجناء والتخلي عن خطط الحكومة الرامية الى اعتقال السجناء في زنزانات فردية بدلاً من القاعات التي تستقبل حوالى 60 شخصاً. واحتشد أقارب وأصدقاء المساجين امس أمام السجون التي شهدت الاحداث بعدما انتابهم القلق على ذويهم بينما أقامت قوات الامن الحواجز. ونشرت صحيفة "ملييت" أن الشرطة اعتقلت 20 من أقارب المساجين خلال احتجاجات خارج سجن أولوجنلار. وتحصل غالباً حركات تمرد في السجون التركية المكتظة حيث يمكن للسجناء ادخال اسلحة بسهولة ويتصلون ببعضهم بعضاً بواسطة الهواتف النقالة. ويحتجز معظم السجناء الاتراك حتى المدانين بجرائم مرتبطة بعنف سياسي، في عنابر كبيرة في مبان قديمة متهدمة. وتسير ببطء خطط الحكومة المتعلقة بتحويل العنابر الضخمة الى زنزانات اصغر للحد من الاتصالات بين النزلاء. والاسبوع الماضي، ادت عملية تصفية حسابات بين عناصر مسلحين من المافيا في بيرم باشا الى سقوط سبعة قتلى. واعترفت السلطات بانها تواجه صعوبات في السيطرة على ما يحصل في السجون. وتضم تركيا نحو 600 سجن و62 ألف معتقل بينهم تسعة آلاف متهمين بارتكاب اعمال ارهابية، حسب أرقام رسمية.