اوقف العراق تدفق 2.3 مليون برميل يومياً الى الاسواق الدولية بعد خلاف على المعادلة السعرية لنفطه مع الاممالمتحدة. وحرمت بغدادالولاياتالمتحدة من نحو 716 الف برميل تستوردها يومياً من ضمن المبيعات العراقية التي تسمح بها الاممالمتحدة بموجب "تفاهم النفط مقابل الغذاء". ولم ترتفع اسعار الخام في الاسواق الدولية الى مستويات عالية بعد تأكيدات من دول صديقة للولايات المتحدة بتعويض الامدادات العراقية واعلان وكالة الطاقة الدولية والولاياتالمتحدة الاستعداد لاستخدام الاحتياط. ولم تُعرف بعد مدة توقف الامدادات العراقية. لندن - "الحياة"، رويترز - ارتفعت اسعار النفط الخام امس بعدما نفذ العراق تهديده بوقف الصادرات لكن انباء عن ان الولاياتالمتحدة ووكالة الطاقة الدولية مستعدتان لتعويض نقص الامدادات حدت من ارتفاع الاسعار. وأكدت مصادر ملاحية توقف تحميل النفط من الميناءين المعتمدين لنقل النفط العراقي. وقال مسؤولون اتراك ان تدفقات النفط الخام عبر خط انابيب رئيسي توقفت في وقت متأخر من مساء الخميس مع احتدام خلاف على المعادلة السعرية مع الاممالمتحدة. وارتفع سعر عقود "برنت" تسليم كانون الثاني يناير في بورصة النفط الدولية في لندن بعد ظهر امس 39 سنتاً الى 32.27 دولار للبرميل من اقل من 32 دولاراً اول من امس للمرة الاولى منذ ثلاثة اسابيع. وبلغ اعلى مستوى للخام 32.32 دولار للبرميل. وقبل اسبوعين اعلن العراق لعملائه ان مبيعات كانون الاول ديسمبر ستشمل رسماً اضافياً قدره 50 سنتاً للبرميل يسدد في حساب عراقي مباشر. واكد العراق في الفترة الاخيرة هذا الرسم الاضافي وقال انه سيبدأ العمل به اعتبارا من منتصف ليل الخميس. وتقضي شروط الاتفاق الموقع مع الاممالمتحدة ان تسدد عائدات النفط العراقي في حساب في نيويورك تابع للجنة العقوبات التي يجب ان توافق على مشتريات العراق في اطار اتفاق مبادلة النفط بالغذاء. وينفي العراق المسؤول عن نحو خمسة في المئة من انتاج النفط الدولي اي مسؤوليه له عن وقف الامدادات. ونقلت وكالة الانباء العراقية عن متحدث باسم وزارة النفط قوله: "ان العراق مصر على التمسك بموقفه وحقوقه". وأضاف المتحدث "ان عملاء العراق لن يتلقوا النفط الخام بعدما رفضت المنظمة المعادلة السعرية للشهر الجاري في اطار برنامج النفط مقابل الغذاء". وينظر الى المعادلة السعرية التي اقترحها العراق على نطاق واسع باعتبارها أقل من اسعار السوق لتعويض زيادة الرسم الاضافي. وقال المتحدث "ان قرار لجنة العقوبات فاجأنا عندما لم يوافق على المعادلة السعرية التي عرضت عليها... ما جعل العملاء لا يحملون النفط لانه ليس هناك سعر متفق عليه". ورفضت الولاياتالمتحدة هذه السياسات على رغم انها قالت ان العملاء يمكنهم تحميل النفط بمدفوعات آجلة في محاولة لالقاء اللوم على العراق. وقال بيل ريتشاردسون وزير الطاقة الاميركي ان واشنطن مستعدة للتصرف على وجه السرعة بالسحب من المخزون الاستراتيجي كما فعلت في ايلول سبتمبر الماضي اذا تطلب الامر لضمان استمرار الامدادات في فصل الشتاء. واضاف: "ان من المرجح ان تزيد السعودية انتاجها اذا اوقف العراق صادراته". واعلنت وكالة الطاقة الدولية، التي تسيطر على احتياطات طوارىء في 24 دولة عضو فيها انها مستعدة كذلك للتدخل السريع لسد الفجوة اذا نقصت الامدادات. واشارت في بيان الى ان المدير التنفيذي للوكالة روبرت بريدل أكد مجدداً ان الوكالة مستعدة لاتخاذ اجراء سريع اذا تطلب الامر. ونقل البيان عن بريدل قوله تعليقاً على وقف الصادرات العراقية: "لا يتعين المبالغة في اهمية هذا التطور". وأضاف بريدل: "ان الدول الكبرى المنتجة للنفط اعلنت كذلك استعدادها للعمل على مواجهة نقص الامدادات". "اوبك" لم تجر مشاورات في مكسيكو سيتي قال رئيس "اوبك" علي رودريغيز: "لم تجر حتى الآن مشاورات بين اعضاء اوبك في شأن توقف صادرات النفط العراقية". ورفض في حديثه للصحافيين في مكسيكو سيتي ان يدلي بأي تكهنات في شأن ما قد تفعله "اوبك" بعد توقف الصادرات. وقال: "ان اوبك ستنتظر لترى ما يحدث قبل ان تدرس اتخاذ اي اجراءات". وقال للصحافيين: "يجب ان نصل الى النهر قبل ان نعبر الجسر". وعن الاسعار قال رودريغيز انه يرى زيادة في المخزونات النفطية الدولية وان اي تغييرات في مستويات الانتاج ستتوقف على السوق مطلع سنة 2001. واضاف: "ان الاسعار تهبط عادة مع نهاية فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي لكن هذا لا يقتضي بالضرورة ان اوبك ستضع بصورة تلقائية قيوداً جديدة على الانتاج". ويصل حجم انتاج النفط العراقي حالياً الى 2.7 مليون برميل يومياً وسيرتفع الى 3.5 مليون برميل يومياً في غضون سنتين والى نحو خمسة ملايين برميل يومياً في غضون عشر سنوات.