ذكرت مصادر أصولية خارج مصر أن أصوليين عرباً مقيمين في أفغانستان على رأسهم اسامة بن لادن انتقلوا أخيراً من مدينة قندهار الافغانية إلى مكان مجهول، تحسباً لعمل انتقامي اميركي رداً على الهجوم على المدمرة الأميركية "كول" الخميس الماضي في ميناء عدن، وأن آخرين مقيمين في اليمن فروا من ملاحقات السلطات هناك بعد القبض على زملاء لهم. وقالت المصادر في اتصال هاتفي مع "الحياة" في القاهرة إن ابن لادن والزعيم السابق ل"جماعة الجهاد" الدكتور أيمن الظواهري الذي يتولى حالياً مسؤولية "الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين" والمسؤول العسكري لتنظيم "القاعدة" صبحي أبو ستة المعروف باسم "أبو حفص المصري" ونائبه مدحت مرسي عمر المعروف باسم "أبو خباب" وحراسهم، انتقلوا من قندهار في حماية جنود تابعين لحركة "طالبان" تحسباً لقصف صاروخي اميركي لمواقع الاصوليين العرب في قندهار يشبه الهجوم الاميركي الذي استهدف مواقع ابن لادن في افغانستان عقب تفجير سفارتي أميركا في نيروبي ودار السلام العام 1998. وأشارت المصادر إلى أن احتياطات اتخذت لمواجهة احتمالات تغيير اسلوب الانتقام الاميركي باستخدام إنزال جوي لمحاولة خطف ابن لادن واتباعه، وكذلك التمويه على اجهزة الرصد الأميركي لتحديد المواقع المقيم فيها حالياً الأصوليون العرب، واعربت عن اعتقادها بأن أي هجوم اميركي لن يضار منه سوى المدنيين الأفغان العزل. وكانت معلومات اميركية رجحت تورط "أبو خباب" في تدريب عناصر أصولية على استخدام المتفجرات والعمليات الانتحارية قبل انتقال هذه العناصر إلى اليمن. واضافت المصادر أن السلطات اليمنية القت القبض على عدد من الاصوليين العرب منهم مصريون واخضعتهم للتحقيقات حول مدى علاقتهم بابن لادن والظواهري، وأن آخرين تمكنوا من الفرار الى مناطق جبلية وصحراوية واحتموا بقبائل يمنية، مشيرة إلى أن عناصر تابعة ل"جماعة الجهاد" تمكنوا من مغادرة اليمن خلال اليومين الماضيين بعدما تلقوا نصائح من زعماء قبائل يمنية بمغادرة البلاد، وبعدما صارت أميركا طرفاً مباشراً في الجهود التي استهدفت القبض عليهم. ولم تحدد المصادر الجهة التي اتجه إليها الاصوليون الفارون لكن مراقبين رجحوا أن يكون بعضهم فضل العودة الى افغانستان. من جهته أبلغ مسؤول حركة "أنصار الشريعة" في لندن "الحياة" في القاهرة أن رجال استخبارات أميركيين يشرفون على تنفيذ حملات تستهدف الاصوليين العرب في اليمن. وقال "ابو حمزة المصري" ان أعداداً من الإسلاميين ممن قطعوا صلاتهم تماماً بالحركات الراديكالية وقعوا ضحية الرغبة الاميركية في تصفية الحسابات مع الإسلاميين، لافتاً إلى أن شيوخاً لقبائل يمنية تنصلوا من وعود قطعوها على أنفسهم بحماية "الضيوف العرب" بعد تدخل الاميركيين بشكل مباشر في الحملات التي تستهدف تصفية الوجود الإسلامي في اليمن. ونفى "ابو حمزة" ان تكون صدرت عنه تصريحات تضمنت تأكيد قيام "جيش عدن" بتنفيذ الهجوم على المدمرة الاميركية، موضحاً انه رجح الأمر ولم يؤكده. كما نفى ان يكون التقى ابن لادن للوساطة بينه وبين "جيش عدن"، لكنه اشار الى انه حاول تلطيف الاجواء بين الطرفين من دون اتصال او لقاء مباشر مع ابن لادن. في بيروت أ ف ب - اكدت "قوات الردع الاسلامية"، المجموعة الاسلامية غير المعروفة التي تبنت تفجير المدمرة الاميركية، ان العملية كانت استشهادية قضى فيها "شهيدان بطلان". ولم تكشف المجموعة عن هوية "الشهيدين". وجاء في بيان للمجموعة ان "الشهيدين" قالا "ان ارواحنا ودماءنا هدية الى المسجد الاقصى المبارك نقدمها من اجل رفع الظلم عن شعبنا المسلم في فلسطين دفاعاً عن شرف وكرامة أمتنا العربية والاسلامية لكي تعرف اميركا انها ستدفع ثمناً غالياً نتيجة لوقوفها مع الكيان الصهيوني".