منعت السلطات اليمنية مروحية اميركية من الهبوط في عدن صباح امس لعدم حصولها على اذن مسبق قبل دخولها الاجواء اليمنية واجبرتها هيئة الدفاع الجوي اليمني على العودة الى حاملة "مروحيات" ترسو بالقرب من المياه الاقليمية لليمن. على صعيد آخر علمت "الحياة" أن تعاوناً عسكرياً أميركياً - روسياً فرضته مصالح الطرفين يتم حالياً لتوجيه ضربة مشتركة إلى أسامة بن لادن انطلاقاً من اذربيجان، وأن خبراء عسكريين من الطرفين عكفوا على درس الأسلوب الأمثل الذي يضمن نجاح العملية في تحقيق الاهداف التي يسعيان إليها. وواصلت الأجهزة الأمنية في اليمن حملة الاعتقالات ضد من يُشتبه بعلاقة بينهم وبين منفّذي العملية الانتحارية ضد المدمّرة الاميركية "يو اس اس كول" في عدن، ومعظمهم ممن يعتقد انهم ينتمون الى تنظيمات اسلامية متطرفة. غير ان مصادر مطلعة في عدن اكدت ل"الحياة" أن ضابطاً سابقاً في أمن الدولة يعمل تاجراً وآخر ينتمي الى الحزب الاشتراكي اعتقلا في عدنوحضرموت قبل يومين، فيما أكد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أن التعاون مع الاميركيين مستمر في التحقيقات الجارية في عدن ولم يستبعد في خطاب ألقاه في محافظة حضرموت ان يكون لجهاز ال"موساد" الاسرائيلية علاقة بتنفيذ الحادث. واشار الى ان تحقيقات تتواصل مع كثير من الناس الذين يعتقد ان لهم صلة بالحادث الذي وصفه بأنه "عمل تخريبي يجب ان يُدان". راجع ص 3 وافاد الرئيس اليمني ان العمل جارٍ "للتأكد من جنسيات الاشخاص الذين قتلوا اثناء تنفيذ العملية لأن المعلومات عنهم اخذت من شهود، منهم من قال أنهم كانوا يتحدثون باللهجة المصرية وآخرون قالوا انهم تحدثوا باللهجة السعودية ولا بد من التأكد هل هم يمنيون كانوا يعيشون في الخارج ثم لا بد من التعرّف الى الجهات المدبرة للحادث وهل هي "دولة" ام هي "الموساد" الاسرائيلية، ام هم "اسلاميون" من تنظيم "الجهاد"، ثم ما هي المواد المستخدمة في العملية، وكيف أُدخلت ومن الذي أدخلها الى اليمن، كل هذه الاسئلة لا تزال امام المحققين واجهزة الامن اليمنية التي تتابع التحقيقات باهتمام". وفي هذا السياق قالت مصادر مطلعة في عدن ل"الحياة" أن الطائرة المروحية الاميركية التي مُنعت من الهبوط في عدن تلقت انذاراً "حاسماً" من هيئة الدفاع الجوي اليمني بعدم الهبوط ومغادرة الاجواء اليمنية في ضوء تعليمات تلقتها اخيراً بالتعامل مع اي طائرة اميركية تخترق الاجواء اليمنية بدون إذن مسبق كهدف معادٍ. وقالت المصادر أن الحكومة اليمنية كانت أبلغت واشنطن والسفارة الاميركية في صنعاء بأن أي تجاوزات يقوم بها الطيران او السفن الاميركية او المحققون الاميركيون في اليمن تعتبر غير مقبولة وستواجه بردّ حازم في ضوء قواعد التعامل الدولي المتُعارف عليها. الى ذلك اكدت المصادر أن حملة الاعتقالات التي تقوم بها الاجهزة على خلفية حادث تفجير المدمرة "كول" طاولت شخصاً يدعى "ابو عمار" في محافظة لحج يعتقد لنه ينتمي الى جماعة "الجهاد"، وثلاثة آخرين في مدينة سيئون محافظة حضرموت بينهم عضو في الحزب الاشتراكي يدعى صالح محفوظ شرفه وآخر يدعى هلال سالم بامسعود يعمل مدرساً. كما اعتقل ضابط في جهاز امن الدولة التابع لسلطة ما كان يُسمى الشطر الجنوبي قبل الوحدة اليمنية عام 1990. ورفضت المصادر الرسمية تأكيد الخبر او الادلاء بأي معلومات عن عملية الاعتقالات التي تقوم بها على خلفية حادث تفجير المدمرة "كول" في ميناء عدن. وشددت أجهزة الامن اجراءاتها في الاحياء المجاورة لفندق "الساحل الذهبي" الذي يقطنه محققون تابعون لمكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي اي. واكدت المصادر أن معظم المحققين الاميركين يغادر الفندق ليلاً عبر قوارب صغيرة الى السفن الاميركية للمبيت فيها لاعتبارات أمنية. تنسيق اميركي - روسي وكشفت مصادر غربية أن الاميركيين والروس بحثوا في القيام بعملية إنزال جوي سريع لقوات مشتركة تحملها طائرات تنطلق من أحد مطارات في طاجكستان قريب من الحدود مع افغانستان لمحاولة القبض على ابن لادن والزعيم السابق لجماعة الجهاد المصرية الدكتور أيمن الظواهري الذي يعتقد أنه يدير حالياً "الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين" التي أسساها سوياً مع جماعتين من باكستان وأخرى من بنغلاديش في شباط فبراير العام 1998، وتضمن بيانها الأول فتوى توجب على المسلمين "قتل الاميركيين ونهب أموالهم اينما وجدوا". وأضافت المصادر أن العملية المحتملة ستوجه ايضاً إلى عناصر من الأفغان العرب متصلين بابن لادن والظواهري تتهمهم واشنطن في قضية تفجير سفارتيها في نيروبي ودار السلام في آب اغسطس 1998، كذلك يشتبه في ضلوعهم في الهجوم الذي استهدف المدمرة الاميركية "كول" في ميناء عدن. واشارت المصادر الى رفض باكستان استخدام اراضيها في أي عمل ضد ابن لادن، والأفغان العرب المقيمين في افغانسان وكذلك انطلاق طائرات اميركية من مطاراتها خشية ردود فعل انتقامية من جانب جماعات إسلامية باكستانية. وكانت "لجنة مناصري الشعب الافغاني" التي تضم افغاناً عرباً مقيمة في باكستان هددت في بيان اصدرته قبل يومين برد عنيف في حال توجيه ضربة إلى ابن لادن أو حركة "طالبان". وذكرت المصادر أن الروس قدموا إلى الاميركيين معلومات عن اتصالات وقنوات مفتوحة بين الثوار الشيشان والافغان العرب في افغانستان عبر طاجكستان التي يسعى نظامها الى الخلاص من نشاط الحركات الاسلامية على أراضيه.