أعلنت جبهة "بوليساريو" أمس إطلاق 201 مغربي أسرتهم خلال المعارك مع القوات المغربية قبل سريان اتفاق وقف النار في 1991. ويتوقع إطلاقهم صباح اليوم بحضور ممثلين عن الصليب الأحمر الدولي ووسائل إعلام جزائرية دُعيت الى تغطية الحدث. وأفادت الجبهة، في بيان أصدرته "وزارة الإعلام" أن قرارها جاء لمناسبة شهر رمضان وليست له صلة بالجوانب الإنسانية التي قالت أنها تندرج ضمن بنود المرحلة الإنتقالية الواردة في خطة السلام الدولية واتفاقات هيوستن. وأسفت الجبهة ل"رفض المغرب إتخاذ مبادرة مماثلة"، مشيرة الى وجود أكثر من 150 "سجين حرب" من أسراها ونحو 200 "معتقل سياسي" صحراوي في السجون المغربية. وارجئ أ ف ب استفتاء تقرير المصير الذي كان مقرراً اساساً في 1992، بسبب استمرار الخلافات بين "بوليساريو" والمغرب حول تشكيلة الهيئة الانتخابية التي يجب ان تشارك فيه. واعلن الطرفان اللذان يتنازعان على السيادة على هذه المستعمرة الاسبانية السابقة منذ 1975 وقفاً لاطلاق النار منذ ايلول سبتمبر 1991. وافرجت "بوليساريو" منذ ذلك الحين عن نحو 800 اسير مغربي. وهي لا تزال تحتجز اكثر من 1500 اسير مغربي غالبيتهم قيد الاعتقال منذ اكثر من 20 عاماً. إلى ذلك، نفت مصادر جزائرية وفي جبهة "بوليساريو" نبأ أوردته "وكالة المغرب العربي" المغربية عن إلقاء الجيش الجزائري القبض على منشقين من "بوليساريو" كانوا يريدون العودة إلى المغرب إثر فرارهم من ثكنة في منطقة الرقيبات ولاية تلمسان. في الرباط وصفت مصادر مغربية قرار "بوليساريو" الافراج عن 201 من الاسرى المغاربة بانه "مناورة سياسية الهدف منها التشويش على اقتراح الرباط اجراء حوار مباشر في نطاق السيادة". واوضحت ان موضوع الاسرى اثير خلال اجتماع خبراء الاطراف المعنية بنزاع الصحراء في جنيف العام الجاري، لكن لم يتم احراز التقدم في هذا الميدان، نظرا الى ارتباطه بموضوع عودة اللاجئين. وقالت المصادر ان المغرب اتفق مع الصليب الاحمر الدولي على متابعة الموضوع ، خصوصا بالنسبة الى الاسرى الذين يعانون اوضاعا صحية صعبة، وطلب منه التدخل لاطلاق نحو 1800 اسير مغربي اعتقلوا قبل دخول وقف اطلاق النار العام 1991. ولفتت المصادر المغربية الى ان قرار الافراج عن الاسرى المغاربة جاء في ضوء زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ادوارد ووكر للمنطقة. وسبق للمسؤول الامريكي ان اعلن ان زيارته تهدف الى التشاور في شأن قضية الصحراء. وفي الفاتيكان أ ف ب قال جواكين نافارو الناطق باسم الفاتيكان ان المونسنيور جان لوي توران وزير خارجية الكرسي الرسولي بدأ زيارة للمغرب بدعوة من نظيره محمد بنعيسى. وأوضح ان توران ينقل رسالة من البابا يوحنا بولس الثاني إلى العاهل المغربي محمد السادس.