أفلحت الضغوط الدولية في دفع جبهة البوليساريو إلى إطلاق سراح 404 أسرى مغاربة كانوا محتجزين لديها بمخيمات تندوف في الجنوبالجزائري ولينتهي بذلك أحد أكبر المشاكل التي كانت تعكر الأجواء بين الرباطوالجزائر على مدى عشرات السنين. ويذكر أن الأسرى المغاربة بمخيمات تندوف يعتبرون أقدم أسرى حرب في العالم كما حرصت على تسميتهم اللجنة الدولية للصليب الأحمر نفسها إذ منهم من قضى حوالي 28 سنة رهن الاحتجاز. وكشفت مصادر دبلوماسية أن عملية إطلاق سراح الأسرى المغاربة لم تكن لتنجح لولا دخول الولاياتالمتحدةالأمريكية خط المفاوضات وتوسطها لدى السلطات الجزائرية للضغط على جبهة البوليساريو للخضوع إلى مطالب المجتمع الدولي بإطلاق سراح أسرى الحرب المغاربة. واعترفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والتي أشرفت على عملية إطلاق سراح الأسرى المغاربة في بيان نشرته بموقعها على شبكة الانترنيت بأن الأمر تحقق بفضل وساطة أمريكية. وعبر بيان الصليب الأحمر عن رضاه على نجاح العملية إلا أنه أعلن في نفس الوقت مواصلته العمل على مستوى ملف الصحراويين مجهولي المصير. وذكرت مصادر دبلوماسية اتصلت بها «الرياض» فضلت عدم الكشف عن هويتها أن عملية إطلاق الأسرى المغاربة جاءت بعد مفاوضات عسيرة بين الأطراف المعنية تحت إشراف أمريكي. وأضافت أن المفاوضات تناولت مشكلة الصحراء المغربية ووضعت على طاولة المفاوضات جميع الحلول الممكنة والمطروحة من أجل وضع حد لهذا النزاع الذي دام أكثر من 30 سنة بما فيها إمكانية منح حكم ذاتي لسكان الأقاليم الصحراوية تحت سيادة مغربية. وقالت مصادر متطابقة إن حلا سياسيا يرضي جميع أطراف النزاع في قضية الصحراء بدأ يلوح في الأفق وأن المفاوضات لا تزال مستمرة بين جميع الأطراف بوساطة جهات دولية نافذة (في إشارة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية) مشيرة إلى أن عملية إطلاق سراح الأسرى المغاربة ما هي إلا خطوة واحدة ضمن سلسلة من الخطوات الأخرى التي يجب اتخاذها لحل نزاع الصحراء. ونشرت يومية «واشنطن تايمز» في عددها ليوم الأربعاء مجموعة من الشهادات الحية عن فصول المعاناة والعذاب الذي كان يلاقيه أسرى الحرب المغاربة الذين «كانوا يعاملون كالعبيد» كما وصفتهم اليومية المذكورة. وأفادت الشهادات والقصص التي نشرتها أن الأسرى المغاربة كانوا يخضعون للتعذيب والأشغال الشاقة ومختلف خروقات حقوق الإنسان بعد أكثر من 14 سنة من وقف إطلاق النار الذي أقرته الأممالمتحدة. ومن بين القصص المؤثرة التي نشرتها تعرض أسير حرب مغربي إلى التعذيب البشع قبل تقديمه إلى محاكمة صورية بعدما حاول الفرار ليتم العثور بعد ذلك على جثته متحللة داخل حاوية. وقصة معتقل مغربي آخر رفض الكشف عن هوية شخص آخر سرق طعاما فسكب عليه أحد جنود البوليساريو البنزين ثم أشعل سيجارته وأحرقه حيا. وقالت «واشنطن تايمز» إن هذه المعطيات قد أكدت صحتها كل من منظمة العفو الدولية «أمنستي أنترناسيونال» واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومجلس الأمن والذي كان أصدر رابع قرار له شهر أبريل الماضي يطالب من خلاله بالإفراج الفوري واللامشروط عن الأسرى المغاربة المحتجزين في مخيمات تندوف جنوبالجزائر.