في وقت لم تحسم دول الاتحاد الاوروبي بعد النقاشات بينها حول آليات تدخل قواتها المشتركة في عمليات لحفظ السلام، ربط حلف شمال الاطلسي تزويد القوات الاوروبية بالعتاد الاستراتيجي بشرط اشرافه على التخطيط العسكري لهذه القوات. وشددت مصادر ديبلوماسية داخل الحلف على ضرورة حفاظ الدول الاعضاء على وحدة هيئة التخطيط العسكري التابعة للقيادة العليا للحلفاء في اوروبا والتي تتخذ من مدينة مونس شرق بلجيكا مقراً لها. وينتظر ان تحتل مسألة استخدام قوات التدخل السريع التي سيشكلها الاتحاد الاوروبي في غضون الاعوام الثلاثة عتاد "الاطلسي"، الصدارة في اجتماعات وزراء خارجية الحلف في بروكسيل غداً. واستبعدت مصادر الحلف احتمال التوصل الى اتفاق بين الجانبين في اجتماعات الغد. وينتظر من جهة اخرى ان يبحث المجلس الوزاري لدول الحلف الوضع المتفجر في كوسوفو وفي شكل خاص في اقليم بريشيفو جنوب صربيا. ويعقد اعضاء المجلس اجتماعاً يوم الجمعة مع وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف لتتويج مسار تطبيع العلاقات بين الحلف وموسكو بعد فترة الجمود الذي شابها خلال حرب كوسوفو. ويتوقع ان يتفق الجانبان على معاودة فتح المكتب الاعلامي للحلف والذي تم اغلاقه خلال عمليات القصف الاطلسي لصربيا. وكانت القمة الاوروبية وافقت في اجتماعات نهاية الاسبوع الماضي في نيس على آليات تسيير القوات الاوروبية للتدخل السريع. ووعدت الدول الاعضاء بتوفير اكثر من 100 ألف رجل و70 مقاتلة و100 سفينة حربية. ومن المقرر ان تكون طلائع القوات الاوروبية جاهزة العام المقبل، على ان يستكمل اعدادها في عام 2003. وأقرت القمة لجنتا تسيير القوات الاوروبية وهما: اللجنة السياسية والأمنية وتضم المندوبين الدائمين، واللجنة العسكرية وتضم رؤساء اركان الجيوش الاوروبية. وتعترض الولاياتالمتحدة بشدة وكذلك بريطانيا على اقتراحات قدمتها فرنسا في شأن ان تكون هيئة التخطيط مستقلة. كما تهدد تركيا العضو في الحلف والمرشحة لعضوية الاتحاد الاوروبي، باستخدام حق النقض ضد استخدام الاتحاد العتاد الاطلسي، في حال ظلت الدول الاوروبية ترفض اشراكها في قرارات الاتحاد. ولطمأنة الولاياتالمتحدة، اكد الرئىس جاك شيراك خلال القمة الاوروبية على ان "الاطلسي" يظل عماد "الدفاع الجماعي" عن الحلفاء.