يعقد وزراء خارجية حلف شمال الاطلسي اجتماعاً اليوم الاثنين في بروكسيل لمناقشة الوضع في يوغوسلافيا. فيما زادت مؤشرات التصعيد، وينتظر وصول 82 طائرة اميركية الى المنطقة بينها مروحيات "أباتشي" التي ستحط في البانيا. وقال المتحدث العسكري باسم الاطلسي العقيد كونراد فرايتاغ أن قوات الحلف ستواصل هجماتها ضد القوات الصربية. وأعلن وزير الخارجية البريطاني روبن كوك إبحار حاملة الطائرات "انفنسيبل" الى مياه البحر الادرياتيكي لتعزيز سلاح الجو الاطلسي الذي ركز هجماته في اليومين الماضيين على القوات الصربية في اقليم كوسوفو. وأصابت المقاتلات الاطلسية ليل السبت الاحد مستودعات للذخيرة ومخازن للوقود ومحطة صواريخ سام 3 ومحطات الاتصال والبث الاذاعي في كوسوفو. ويعتقد المراقبون بأن "تعزيزات بأسراب الطائرات المتخصصة في صيد الدبابات وقطع المدفعية توحي باحتمال تكثيف عمليات القصف ضد الاسلحة الثقيلة مطلع هذا الاسبوع. وذكرت مصادر ديبلوماسية أن المجلس الوزاري سيصدر موقفاً حازماً يؤكد على تصميم الحلفاء على مواصلة الحملة ضد القوات الصربية، الى حين قبول بلغراد المبادئ الخمسة التي حددتها العواصم الغربية شرطاً لوقف عمليات القصف. وستنقل وزيرة الخارجية الاميركية مادلين أولبرايت القرارات التي ستصدر في بروكسيل الى نظيرها الروسي ايغور ايفانوف خلال اللقاء المقرر بينهما الثلثاء في اوسلو. وينتظر ان يقر وزراء خارجية الحلف خطة "الملاذ المتحالف" التي أعدتها البلدان الاعضاء لنشر 8000 جندي في البانيا لتنظيم عمليات اغاثة اللاجئين. ونفت مصادر رسمية ان تكون هذه القوات تعد للتدخل البري في ميدان كوسوفو، وأكدت أنها ستتولى مهام نقل وتوزيع الاغاثة وحماية مخيمات اللاجئين. وقال المتحدث الرسمي جيمي شي أن القوات الدولية ستقدم المعونات اللجوجستية اللازمة لتأمين نشاط المنظمات غير الحكومية، خصوصاً تنظيم حركة المروحيات التي ستنقل المعونات الانسانية لأن المسالك البرية صعبة في البانيا. كما ستكلف القوات الدولية المرتقب وصولها في غضون الأيام المقبلة إقامة مخيمات للاجئين وتنظيم حركة الملاحة الجوية في مطار تيرانا. وأكد وزير الخارجية الالباني باسكال ميلو امس الاحد أن بلاده تضع كافة امكاناتها تحت تصرف الحلف واعطته "حق مراقبة اجواء البانيا والموانئ والبنى العسكرية فيها". واعتبر الوزير الالباني أن حملة القصف ضد قوات الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش "تمثل أفضل مساعدة تقدم الى ألبان كوسوفو في الظروف الراهنة". وسيعقد ممثلو الحلفاء اجتماعاً الاثنين في مقر القيادة العليا لقوات الحلفاء في مدينة مونس، شرق بلجيكا، لتنظيم مساهمات البلدان الاعضاء في القوات الدولية التي سيتم نشرها في البانيا. وأعلنت ايطاليا أنها ستوفر بين 1500 و2000 جندي ووعدت فرنسا بتوفير 800 جندي وبلجيكا بين 500 و600 جندي وهولندا 200 والدنمارك 200 والمانيا 150 و200. وأكد المتحدث الرسمي جيمي شي بأن البلدان أعضاء "خطة الشراكة من أجل السلام" ستشارك في عمليات نشر القوات الدولية في البانيا لإغاثة اللاجئين. وتمثل تجمعات اللاجئين عنصر ضغط قوي على الحدود المشتركة بين البانيا واقليم كوسوفو، وعلى الحدود بين مقدونيا وكوسوفو وستضمن القوة الدولية التي أقرها سفراء البلدان الاعضاء ال19 نهاية الاسبوع في بروكسيل الأمن والاستقرار في مناطق تجمع اللاجئين وردع القوات الصربية التي تحاول عبر عمليات تهجير البان كوسوفو وقصف المناطق الحدودية جر البانيا الى النزاع القائم. وعرض الحلف صوراً جوية تكشف محاصرة القوات الصربية ثلاثة مواقع تجمع فيها لاجئون داخل كوسوفو. ويعتقد ان عددهم يصل الى 400 ألف تحاصرهم القوات الصربية، وتحرمهم من الاغاثة، وتحظر وصول الهيئات غير الحكومية اليهم.