دعت وزيرة الخارجية الاميركية ونظيرها الروسي ايغور ايفانوف بلغراد والبان كوسوفو امس الثلثاء الى "بدء مفاوضات مكثفة" من اجل التوصل الى تسوية سياسية موقتة تمنح الاقليم "حكماً ذاتياً واسعاً" وافاد ديبلوماسيون غربيون ان وزراء خارجية دول مجموعة الاتصال بشأن يوغوسلافيا سيجتمعون في باريس الجمعة للطلب من بلغراد وألبان كوسوفو بدء محادثات سلام مباشرة خلال عشرة ايام تحت طائلة مواجهة اجراء عسكري من حلف شمال الاطلسي. وجاء ذلك في وقت حذّر كلاوس نيومان رئيس اللجنة العسكرية للحلف من ان قواته اكملت تخطيطها العسكري لضربة محتملة في كوسوفو وانها على استعداد للتدخل في الاقليم، علما ان الرئيس الروسي بوريس يلتسين اكد في وقت سابق في اتصال هاتفي مع اولبرايت رفض بلاده لاي عمل عسكري خارج اطار مجلس الامن. وابدى الطرفان الألباني والصربي امس استعدادهما لحضور المفاوضات لكنهما ابلغا "الحياة" انهما لم يستلما اي دعوة بعد. واختلفت مواقفهما في شأن هدف المفاوضات اذ أصر الألبان على "وجوب ان تقود الى الاستقلال في نهاية المطاف"، في حين اكد الصرب على ان هذا المطلب الألباني لا يمكن ان يكون مجالاً لأي تفاوض وهو لا يحظى بقبول محلي او دولي. وافادت اديتا طاهري وهي عضو قيادي في "الاتحاد الديموقراطي لألبان كوسوفو" الذي يتزعمه ابراهيم روغوفا انه ينبغي ان تكون المفاوضات بمشاركة فاعلة من الوسطاء الدوليين و"ليس بحضور معنوي فقط". كما شددت على وجوب ان توجه الدعوة الى جيش تحرير كوسوفو "لأن مشاركته في الحل ضرورية". واضافت طاهري ان الفئات الالبانية السياسية والعسكرية على اختلاف انتماءاتها متفقة على ان اي حل يجب ان يقوم على اساس استقلال الاقليم لكنها مختلفة في تحقيقه". ورأت ان "الحل الامثل يمكن ان يقوم على وجود فترة انتقالية لا تتجاوز ثلاث سنوات يكون خلالها الاقليم تحت الانتداب الدولي ويعقبها استفتاء بين سكانه لتقرير مستقبله". وفي الوقت نفسه، اكد مصدر في جيش تحرير كوسوفو انه لا يمانع في حضور مفاوضات مباشرة تحت اشراف دولي لكنه "سيصر على الاستقلال واذا اقتضى الامر، على فترة انتقالية يجب الا يكون الاقليم خلالها تحت السيطرة الصربية وان تنتهي باستفتاء لتقرير المصير". ورفض مسؤولو المركز الاعلامي الصربي في بريشتينا حضور جيش تحرير كوسوفو المفاوضات لأنه "يمثل جماعات ارهابية". واضافوا انه "في حال حصول اصرار دولي على مشاركة هذا التنظيم فينبغي ان يكون بممثل سياسي ضمن وفد الباني موحد". واشار الى ان الوفد الصربي سيرفض اي حل ليتجاوز حكماً ذاتياً حسب المعايير الاوروبية "يجري الاتفاق على نوعه". واضافوا ان انفصال الاقليم او استقلاله او حتى وجود عسكري دولي في داخله "هي امور لن يدخل الوفد الصربي في اي مناقشات بخصوصها". وجاء ذلك في وقت قال رئيس اللجنة العسكرية لحلف الاطلسي لتلفزيون "زد. دي. اف" الالماني ان كلاً من يوغوسلافيا وجيش تحرير كوسوفو "يجب ان يفهما ان الحلف على استعداد لضرب اهداف عسكرية اذا لزم الامر. والقتال في كوسوفو يجب ان يتوقف وان يسحب ميلوشيفيتش قواته". وافاد ديبلوماسيون ان الاطلسي سيضغط على جيش تحرير كوسوفو لقبول التفاوض بأن يهدد بنشر قوات في الموانئ والمطارات الالبانية لمنع تدفق الاسلحة عبرها. ولم يتضمن بيان صدر في موسكو عن وزيرة الخارجية الاميركية ونظيرها الروسي اي تهديدات باستخدام القوة. ولكن اولبرايت ذكرت في مؤتمر صحافي مع ايفانوف ان "الولاياتالمتحدة وحلفاءها يناقشون مجموعة من الخيارات للضغط على الرئيس ميلوسيفيتش ودفع الجانبين الى التفاوض". وطلب الجانبان من بلغراد "الامتثال بشكل كامل لقرارات مجلس الامن وخصوصاً تلك المتعلقة بانسحاب القوات الصربية من كوسوفو". واضافا ان "بلغراد يجب ان تسمح ب "إجراء تحقيق كامل" بمشاركة المحكمة الدولية حول المجزرة الاخيرة في كوسوفو.