اتهم الصحافي الإصلاحي أكبر غنجي المحافظين بأنهم "فاشيون"، محاولاً تحويل محاكمته أمام المحكمة الثورية في طهران إلى محاكمة للتيار المحافظ الذي وصفه غنجي بأنه لا يمثل النظام الإسلامي في إيران، لينفي بالتالي عن نفسه تهمة "إهانة هذا النظام"، وذهب أبعد من ذلك حين انتقد مواقف المرشد آية الله علي خامنئي، واعتبرها متساوية مع بقية الآراء. وفتح أكبر غنجي نار الاتهامات ضد المحافظين في كل الاتجاهات، إذ اتهم وزير الاستخبارات السابق علي فلاحيان محافظ بأنه "الرأس المدبر لعمليات الاغتيال" التي طاولت عام 1998 عدداً من الشخصيات القومية والليبرالية، وأعلنت وزارة الاستخبارات على أثرها عن ضلوع عدد من مسؤوليها وعناصرها فيها. كما اتهم عدداً من الشخصيات المحافظة وعلى رأسها آية الله تقي مصباح يزدي وتلاميذه ب"التنظير لأعمال العنف من دون إذن المحاكم المختصة". وقال: "لم أوجه يوماً أي تهمة للنظام الإسلامي في إيران بالوقوف وراء عمليات الاغتيال، بل وجهت الاتهام إلى المحافظين". وأضاف: "ان المحافظين لا يمثلون عين النظام، وليس هناك أي شخص يمثل عين النظام حتى قائد الثورة الإسلامية المرشد خامنئي، ولهذا فإن المقنن لم يعتبر اهانة قائد الثورة بأنها اهانة للنظام". ويحاكم أكبر غنجي بتهم عدة، منها القيام بنشاط ضد الأمن القومي عبر المشاركة في مؤتمر عقد في برلين وتناول أوضاع إيران بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في شباط فبراير الماضي. ومن التهم أيضاً إهانة الإمام الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية، وإهانة خامنئي، واتهام النظام في إيران بالضلوع في عمليات الاغتيال عام 1998، وإهانة القضاء، وجمع معلومات ومستندات سرية. ونفى غنجي كل هذه الاتهامات، وقال إنه استطلع قبل مشاركته في مؤتمر برلين رأي وزير الاستخبارات علي يونسي، ونائب وزير الخارجية مرتضى سرمدي ونفت الخارجية حينها أي علم لها بالمؤتمر. ورفض غنجي تهمة إهانة المرشد خامنئي، لكنه أقر بتوجيه النقد إليه، وقال: "إن نقد وملاحقة آراء قائد الثورة ليسا إهانة بل هما حق للمواطنين". وذهب غنجي أبعد من ذلك بكثير حين قال: "إن مواقف قائد الثورة في قضايا التاريخ والأخلاق ليست فصل المقال". وأضاف: "إذا كانت أحكام قائد الثورة في إطار الدستور فإنها تكون فصل المقال، مع إمكان المناقشة فيها لجهة مستندها". واعتبر غنجي أن مواقف المرشد خامنئي - التي انتقد فيها مؤتمر برلين - ليست ملزمة، وأكد أنه "في القضايا الموضوعية فإن آراء المختصين تُرجح على آراء قائد الثورة والفقهاء" رجال الدين. وأوضح "أن آراء المرشد في مثل هذه القضايا تكون متساوية مع آراء بقية الخبراء المختصين"، مشيراً بالتحديد إلى موقف المرشد القائل بأن بعض الصحف تحول "قواعد للأعداء". ورفض غنجي علناً موقف المرشد بشأن الصحافة، وقال "إن الصاق كل القضايا بالعدو أمر غير مقبول، فلماذا لم نجد عدواً واحداً في هذه الصحافة". وكان غنجي يشير إلى الصحافة الإصلاحية التي أوقف أكثر من عشرين منها عن الصدور حتى اشعار آخر.