اكد مسؤول امني ايراني امس بأن بلاده دخلت مرحلة المقابلة بالمثل في نشاطاتها الامنية حيال الاعداء و ستبادر الى الرد على نشاطاتهم الارهابية في المنطقة و خارجها ,فيما دعت شخصية ايرانية متشددة قريبة من المرشد الايراني الاعلى الى تطبيق سياسة المقابلة بالمثل خاصة و ان " اغتيال الشخصيات و العسكريين الامريكيين و الاسرائيليين امر يسير " . و اكد المسؤول الامني الايراني حسبما اعلنته وكالة انباء " مهر " الايرانية المقربة من الحرس الثوري امس " بعد عملية اغتيال العالم النووي الايراني احمدي روشن و التي ليس هناك ادنى شك بانها نفذت الاربعاء الماضي بالتنسيق بين وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية و جهاز ام اي 6 البريطاني و الموساد الاسرائيلي , هناك استعدادات غير مسبوقة للقيام بعمليات معلوماتية و امنية خاصة ضد الدول الغربية تطبيقا لمبدأ المقابلة بالمثل ". من جهته اكد حسين شريعتمداري رئيس تحرير صحيفة " كيهان " المعروف بقربه من مرشد الجمهورية الاسلامية في مقال له في العدد الاخير لهذه الصحيفة " ليس هناك ادنى شك بان اغتيال العلماء النووين الايرانيين يأتي باوامر صادرة عن وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية و الموساد الاسرائيلي و جهاز ام آي 6 البريطاني" , متسائلا لماذا لا تبادر ايران الى تطبيق مبدأ المقابلة بالمثل المعترف به في كافة انظمة الحقوق الدولية ؟ ونظمت ايران الجمعة جنازة رسمية للعالم النووي مصطفى احمدي روشن الذي قتل في تفجير نسبته السلطات الى الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية، مؤكدة انها "ستقاوم" ضغوط الغرب. وشارك حشد كبير في طهران بتشييع روشن عقب صلاة الجمعة التي امها آية الله محمد امامي كاشاني، وهم يرددون هتافات "الموت لاميركا" و"الموت لاسرائيل" و"الموت لبريطانيا". وقد رفع بعضهم صورا لباراك اوباما كتب عليها كلمة "ارهابي". واتهم المرشد الاعلى لايران آية الله علي خامنئي اجهزة الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية بالتورط في الاعتداء وتوعد "بمعاقبة الذين ارتكبوا هذه الجريمة". وقال خامنئي في رسالة تعزية الى عائلة العالم ان "هذا الاغتيال الجبان الذي لن يتجرأ مرتكبوه على الاقرار بمسؤوليتهم فيه، ارتكب على غرار الجرائم الاخرى بتخطيط او دعم السي آي ايه (وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية) والموساد"، جهاز الاستخبارات الاسرائيلية. الا ان الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز اكد انه ليس على علم بضلوع محتمل لبلاده في اغتيال العالم النووي. وقال ردا على سؤال للخدمة الاسبانية للشبكة عن احتمال ضلوع اسرائيل في اعتداء "ليس على حد علمي". من جهته، وعد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بان "تقاوم" بلاده ضغوط الغرب و"اهاناته" بشأن برنامجها النووي. وصرح احمدي نجاد خلال مؤتمر صحافي في كيتو حيث انهى الخميس جولة قادته الى اربع دول اميركية لاتينية ان "الغرب قرر ممارسة المزيد من الضغوط علينا. انهم يهينون بلادنا وشعبنا ومن الواضح ان الشعب الايراني سيقاوم". واضاف ان "الملف النووي ذريعة سياسية. الجميع يعلم ان ايران لا تسعى لصنع قنابل ذرية" مؤكدا ان "المشكلة التي تطرحها ايران ليس برنامجها النووي بل تقدمها واستقلاليتها". ومع ذلك اعلن دبلوماسيون الجمعة ان ايران وافقت على زيارة مفتشي تابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية الى اراضيها في اواخر يناير على الارجح، من اجل توضيح الاتهامات حول سعي ايران لامتلاك السلاح النووي. وبينما يسعى الغرب لفرض عقوبات جديدة على ايران، قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف لوكالة انترفاكس ان فرض عقوبات جديدة على طهران سيعتبرها العالم محاولة لتغيير النظام في البلاد. وياتي تصريح غاتيلوف في وقت اعلنت فيه الحكومات الغربية انها اوشكت على التوصل الى اتفاق حول فرض حظر على النفط الايراني يمنح الشركات مهلة ستة اشهر لانهاء عقودها مع طهران. من جهتها، التزمت اليابان الحذر الشديد حيال العقوبات التي اقترحتها الولاياتالمتحدة لحظر بيع النفط الايراني، مبدية تحفظها عن هذه الاجراءات التي تهدد في رأيها بارتفاع كبير لاسعار النفط والاضرار بالاقتصاد العالمي. وقال وزير الخارجية الياباني كويشيرا غيمبا ان بلاده تلتزم "الحذر الشديد" ازاء هذه العقوبات ولم تتبن حتى الان موقفا مشتركا من هذه القضية.