سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"دار الحياة" تعقد مؤتمرها السنوي السادس في عمان برعاية الملك عبدالله الثاني . خالد بن سلطان : موقع متطور على الانترنت وسبق إلى مخاطبة غير العرب بلغاتهم الرفاعي : الأردن يطمح أن يكون قاعدة لصناعة صحافية تتعامل مع تحديات العصر
عمّان - "الحياة" افتتح قبل ظهر أمس المؤتمر السادس ل"دار الحياة" برعاية العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ممثلاً بنائبه الأمير هاشم بن الحسين. وألقى وزير الإعلام الأردني الدكتور طالب الرفاعي كلمة ترحيب باسم الأردن. وتحدث الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، ناشر "الحياة" و"الوسط" و"لها"، عن شؤون الساعة، مركزاً على انتفاضة الأقصى ودروسها بالنسبة إلى العرب والمسلمين، ثم تطرق إلى التطورات الحاصلة في عالم الاتصالات والإعلام، وسعي "الحياة" إلى مواكبة هذه التطورات، خصوصاً في موقعها الجديد الذي سيظهر على الانترنت خلال الأسابيع المقبلة بحلة متطورة وغنية. عقد المؤتمر في فندق "الأردن - انتركونتيننتال" وحضر الافتتاح إلى الأمير هاشم، رئيس مجلس النواب الأردني السيد عبدالهادي مجالي ورؤساء الحكومة الأردنيون السابقون السادة عبدالرؤوف الروابدة وعبدالكريم الكباريتي وطاهر المصري ووزير الخارجية الحالي الدكتور عبدالإله الخطيب والأمين العام للديوان الملكي الدكتور سمير الرفاعي، وعدد كبير من رجال السياسة والإعلام والبحث والإعلان. وكالعادة، حضر مراسلو "الحياة" و"الوسط" و"لها" من مختلف العواصم العربية والدولية للمشاركة في هذا التقليد السنوي الذي يُعد مناسبة لتقويم العمل في السنة المنصرمة، ودرس الخطط المستقبلية لتطويره في المؤسسات الثلاث. وبعد السلام الملكي الأردني، قدم رئيس تحرير "الحياة" الزميل جورج سمعان بكلمة، خطيبي الافتتاح الوزير الرفاعي والأمير خالد بن سلطان، واستهلها بدعوة الحضور إلى الوقوف دقيقة صمت حزناً على أرواح شهداء انتفاضة الأقصى. وشكر للمملكة الأردنية استضافتها المؤتمر، مشيراً إلى العلاقة القديمة التي تربط الجريدة بها، منذ أيام مؤسسها الراحل كامل مروة، واستمرارها اليوم في إطار من الاحترام والموضوعية. كلمة الأردن وتحدث الوزير الرفاعي مرحباً بالمؤتمر ومتمنياً له التوفيق والنجاح. وقال: "يعقد لقاؤكم هذا في الوقت الذي تظهر الحاجة الماسة إلى إعلام عربي خلاق يتحلى بأعلى درجات المهنية والمصداقية والقدرة على التعامل مع عصر الفضائيات وثورة المعلومات والانفتاح وتحدياته واستحقاقاته. ولعل الدرس الأخير الذي ما زلنا نعيشه من خلال تعامل الإعلام العالمي مع انتفاضة الشعب الفلسطيني ضد الظلم والقهر يظهر بوضوح الحاجة الأكيدة إلى إعادة تقويم نهجنا في الإعلام والتعاطي مع أدواته. فلم تكد تمضي بضعة أيام على الأحداث الدامية في فلسطين حتى بدأ الإعلام العالمي يتحول ليساوي بين الضحية والقاتل، ومن السذاجة أن نفترض ان ذلك محض صدفة فرضه واقع الأحداث، فثمة فعل مؤثر في الإعلام العالمي وجدنا أنفسنا تجاهه غير قادرين على التأثير المقابل أو الوصول إلى دوائر صنع الإعلام على رغم عدالة القضية ووضوحها وبساطتها. إن الوقت يمر في غير مصلحتنا والمسؤولية كبيرة، فنحن في زمن يتغير كل يوم ويتطلب منا مواكبة التطور الكبير في عالم الاتصال والمعلومات حيث سقطت كل الأسوار والحواجز وكل محاولات الحجر المعلوماتي إلى غير رجعة". وأضاف: "لنا في الأردن مع "الحياة" تاريخ طويل من الاحترام والتقدير، فأنتم رواد الصحافة التي تجاوزت حدود الوطن وأنتم تعرفون أكثر من غيركم انه لا يمكن التعامل مع ما هو قادم إلا بالتحلي بأعلى درجات المهنية والمصداقية. ولا بد لنا أن نتعامل مع بعضنا بعضاً تحت شعار احترام عقل الإنسان وذكائه". وتابع: "حاول الأردن بصدق أن يحقق الكثير من الطموحات باتجاه ايجاد مناخ صحي للحريات يستطيع فيه الإنسان أن يحترم ذاته وأن يرتبط بأرضه ووطنه ويؤثر في العقل العالمي. لقد حققنا أكثر ولا يزال أمامنا المزيد مما هو مطلوب، ولدينا في الأردن الرغبة الأكيدة بأن نكون قاعدة جاذبة لصناعة الصحافة تترسخ فيها قواعد وأسس المهنية العالية التي تستطيع أن تتعامل مع تحديات العصر". وأنهى قائلاً: "وفقكم الله وأهلاً بكم ثانية في حمى عبدالله بن الحسين". كلمة الناشر وقال الأمير خالد بن سلطان في كلمته: "يسعدني أن نجتمع على أرض المملكة الأردنية الهاشمية، أرض الجهاد والبطولات، التي قدمت الشهداء والأبطال، ولم تدّخر وسعاً في تأييد القضايا العربية والإسلامية، ولا سيما قضية الشعب الفلسطيني، وقضية أسر المسجد الأقصى، أولى القِبلتين، وثالث الحرمين. نجتمع في ضيافة ملك شاب، أعتز بمعرفته، وأتشرف بصداقته، صقلته الجندية، وورث عن والده الحنكة السياسية، فجمع الشجاعة والقيادة والحيوية، تعقد عليه الآمال، أن يبحر بسفينته، في أمن وأمان، فيحقق ما يصبو إليه شعبه، وما تتوق إليه أمته. في السنوات الماضية، كنّا نعقد مؤتمراتنا لنناقش فيها هموم الإعلام وقضاياه، خاصة العمل الصحفي. وكان جلّ همنا، في دار "الحياة"، بمطبوعاتها الثلاث، الارتقاء والتطوير، والتحديث والابداع. ولكن موضوعاً واحداً أصبح مطلع الألفية الجديدة، يفرض نفسه، على كل فكر ورأي، لأنه نابع من عميق الوجدان. فالقدس الشريف لا تُنسى، فهي أسير من لا يراعون حرمة، ولا يرتدعون عن جريمة، فقررنا أن يكون محور مؤتمرنا هذا هو "القدس والسلام". ودعونا من يسهم معنا في التحليلات، ويطرح الخيارات. وليسمح ضيوفنا الأعزاء أن أوضح وجهة نظر، واجتهاداً ذاتياً، تمخضت به تلك المأساة الإنسانية. إن القضية الفلسطينية بلغت ذروتها بالفعل عام 1947، والتي تمثلت في إعطاء من لا يملك وطناً لمن لا يستحق. ومن يتتبع مسيرة هذه المأساة، لا بد أن يسأل: أين القصور؟ وأين الخلل؟ هل العيب فينا أو في أعدائنا؟ هل تفوقوا باستغلالهم نقاط قوتهم، أو باستغلالهم نقاط ضعفنا؟ كيف أمكن اليهود تحويل وهم إلى حقيقة، وحلم إلى واقع؟ وكيف يسعنا استرداد الحق الضائع؟ ذلكم هو السؤال. ولنبدأ بذروة المأساة، متسائلين: - أكان خطأ عدم قبولنا قرار التقسيم، عام 1947؟ وهل نقبله، لو عادت السنوات إلى الوراء؟ - أكان خطأ تدخل الجيوش العربية السبعة في فلسطين؟ وهل نحن نادمون، اننا لم نأخذ بنصيحة الملك عبدالعزيز، بأن ما ينقص الفلسطينيين هو العتاد والمال، فلنمدهم بهما، وان ذلك التدخل، يحول القضية إلى صراع بين دول، وينفي كونها قضية شعب، يكافح لإرساء سيادته على أرضه، ويقاتل الخارجين عليه؟ وما شهدته أرض الجزائر ليس ببعيد! - هل عدم قبول الدعوة إلى إعلان الدولة الفلسطينية، قبل عام 1967، كان خطأ، يوم لم تكن هناك مستوطنة واحدة على أرض الضفة والقطاع؟ - هل عدم قبولنا ما اقترحه الرئيس الحبيب بورقيبة، وتنكّر معظم الدول العربية له، بل اتهامه بكافة الاتهامات، التي تعودناها في عالمنا العربي، كان خطأ؟ وهل نتمنى أن نعود إلى السابق، لنقبل ما نادى به؟ - هل أديرت حرب عام 1967، بأسلوب كان حماسياً، أكثر منه واقعياً؟ وهل وقع العرب في فخ، أحكم نصبه، أو كانوا ضحية سوء تخطيط وإدارة؟ - هل نعاني، الآن، ما جنته علينا أخطاء تلك الحرب، وما أدت إليه، من إذلال للعرب، وأسر للأقصى الشريف؟ - أكانت معاداة الرئيس السادات ومقاطعته، خطأ استراتيجياً أكثر منه خطأ تكتيكياً؟ - أكانت اتفاقيات أوسلو وما تبعها، خطأ؟ أم كانت هي الممكن والمتاح، أمام الرئيس ياسر عرفات، الذي كان يفاوض بمفرده، ومن دون أدوات تفاوض قوية بين يديه، تُعينه على فرض إرادته؟ وإلى متى سيستمر هذا المسلسل من الأخطاء؟ مقولات ومصطلحات مضللة من اللافت، خلال العقد الأخير، ترديدنا مقولات أو مصطلحات سياسية، حتى صارت لازمة في كل تصريح سياسي. وأشد هذه المقولات خطراً، تلك القائلة إن "الوقت في مصلحة العرب"، والتي أثبت التاريخ خطأها. فمن ينظر إلى أرض فلسطين عام 1947، وأرضها عام 2000، يدرك حجم الفاجعة، ويعلم أن الوقت لم يكن، في أي وقت من الأوقات، في مصلحة العرب. وقد استغل الإسرائيليون الوقت خير استغلال، وسخّروه لخدمتهم أفضل تسخير. وكان بعض المحللين ينصحون دائماً بالصبر والانتظار، وبين تقلب حكومة إسرائيلية وأخرى، وبين انتخابات رئاسية أميركية وأخرى، وبين مرارة الصبر وطول الانتظار، تشتتت الجهود، وتبعثرت القوى، فضاعت الحقوق. أقول هذا، حتى لا ننخدع بشعارات أو مقولات تخدرنا، فتضلنا عن حقائق الأمور. فبعض المفكرين بشرونا بأن هناك تياراً للسلام في إسرائيل نفسها، وهو ينمو ويتزايد، يوماً بعد يوم. فماذا حدث بعد انتفاضة الأقصى؟ كشر تيار السلام عن أنيابه، وانضم اعضاؤه إلى الصقور، ولم يهتز لهم جفن، وهم يرون الشهداء يسقطون، والأطفال يُغتالون. كما بشرونا بمقدم حزب العمال، فهو أكثر من الليكود ليونة وتفاهماً مع العرب. وإذ الحقيقة تبين انه لا خلاف بين حزب وآخر، فالوجه واحد، والأقنعة مختلفة. ما زلنا نسأل: هل العيب فينا أو فيهم؟ عقب كل حادثة، نبحث عمن نحمله أخطاءنا، ونشير اليه سبباً لما حل بنا. فكثيراً ما نردد "الكيل بمكيالين"، و"عدم حيدة الولاياتالمتحدة الأميركية". وكأن ذلك أمر حدث فجأة، أو منذ عهد قريب! ولو عدنا الى صفحات التاريخ، في الاربعينات، لوجدنا المواقف الأميركية هي نفسها، والمناشدات العربية هي عينها، ولم يتغير شيء يذكر، في السنوات الماضية، سوى المجاهرة بهذا الانحياز. ومن يقرأ بيانات المرشحين الأميركيين الانتخابية، يدرك انهما اختلفا في القضايا الداخلية، واتفقا على دعم اسرائيل، بلا حدود. وتبرير آخر، نعلل النفس به، انه "نظرية المؤامرة والاستهداف". فعقب كل كارثة، تعلو الأصوات: انها المؤامرة، التي حيكت ضدنا. ومن دون مناقشة صحة هذه المقولة او خطئها، أقول، بحق، ان الخطأ خطأ من ابتلع الطعم، وانجر وراءه، وليس خطأ من رمى السنارة، ليظفر بما تجود. يخطئ كثيراً من يقارن العرب باسرائيل، أو بالصهيونية العالمية، فاسرائيل والصهيونية وجهان لعملة واحدة، تجمعهما مصلحة قومية مشتركة، وتخطيط استراتيجي واحد. تعملان بصمت، وتنفذان بدقة، وكأنهما على قلب رجل واحد. أما العرب، فلم يتحركوا كإرادة واحدة، طوال فترة الصراع، التي امتدت قرناً من الزمان، فهناك آراء مختلفة، ومصالح متباينة، وهذا منتهى أمل أعدائنا، فهم يتفوقون بفرقتنا، وينتصرون بتشتتنا. لقد منحنا الله كل عناصر القوة والتفوق، ولكننا لم نحسن تسخيرها، تحقيقاً لمصالحنا. فمتى يكون للعرب رأي واحد، وقرار واحد، ومصلحة عليا واحدة؟ ألم يأن لنا أن نخطط تخطيطاً دقيقاً، هادئاً صامتاً، لتحقيق توازن للقوى، يكون رادعاً لاسرائيل، وفارضاً للسلام، الذي ننشده جميعاً؟ ولكن كيف؟ هذا ما نود سماعه من خبراء السياسة، وأساطين العلاقات الدولية. ومن السياسة الى الإعلام من البديهيات ان للإعلام دوراً حيوياً في حياة الشعوب، وتأثيراً لا ينكر في مسيرة الأحداث ومجريات الأمور. ومن الانصاف أن نقرّ أن الإعلام العربي، من جرائد ومجلات ومحطات اذاعة ومحطات فضائية، أبلى بلاء حسناً تجاه انتفاضة الأقصى، حرك المشاعر العربية والاسلامية، في كل الدول، فانفجر بركان الغضب، وتوحدت المشاعر، وارتفعت الأصوات تطالب بالثأر، وحفظ الكرامة. هذا ما حققته وسائل الاعلام العربي، ولكن المؤسف، انها بذلت تلك الجهود لدى من لا يحتاجون الى كل هذا المجهود. فالقارئ أو المشاهد، العربي والاسلامي، لا تنقصه الحماسة، ولا تعوزه الغيرة، وهو يرى الشعب الفلسطيني، يقدم الشهيد تلو الشهيد، ويرى المسجد الأقصى أسيراً، تدنسه الأقدام الاسرائيلية، ويرى كنيسة القيامة تنعى الأيام الخوالي، أيام كان يحجها المسيحيون، بحرية وسماحة، من دون تعنت أو صلف اسرائيلي. ولكن، أين هو الجهد المبذول لدى الدول الأخرى، غربيها وشرقيها، حيث راجت الدعاية الاسرائيلية، في جميع وسائل الاعلام، المحلية والدولية. تخاطبهم بلغتهم، وتقنعهم بمنطقها، حتى تضمن أحكام الغشاوة على أعينهم، فلا يسمعون إلا بأذانها، ولا يرون إلا بأعينها، ولا يتكلمون إلا بلسانها؟ وليس أدل على هذا من بيان الكونغرس الاميركي، الذي يدين عنف الحجر الفلسطيني، ولا يدين قتل العزل بأحدث ما في الترسانات من أسلحة فتك ودمار. مرة اخرى، نسأل: أين الخلل؟ هل الخلل فيمن خطط ونفذ؟ أو فيمن ترك الساحة خالية، ويقف نادباً حظه، أنها خانته وناصرت غيره؟ هل الخلل فيمن تسرب من كل باب، بوسائل مشروعة وغير مشروعة؟ أو فيمن ترك الاخطبوط الاسرائيلي يمد أذرعه، ليلتف علينا، فتحول عنا عدد من الدول، كنا نعدها في الماضي من الأصدقاء؟ فأذرع الاخطبوط وصلت الى تركيا، والهند، والصين، وروسيا الاتحادية، ومعظم الدول الافريقية، ودول اميركا اللاتينية، فضلاً عن الدول الأوروبية. وإذا عدنا الى الولاياتالمتحدة الاميركية، وشهدنا انحيازها الكامل الى اسرائيل، فهل نلوم الاميركيين؟ أو نضع بعض المسؤولية على الاعلام، في الدول العربية والاسلامية، ونلقي ببعض اللوم على الجاليتين، العربية والاسلامية؟ فلا هذه الدول استطاعت التأثير في السياسة الاميركية، ولا تلك الجاليات والمؤسسات، تمكنت من فرض وجودها، والتأثير في الرأي العام الاميركي، لإقناعه بعدالة قضايانا، وألا يصم الأذن، ويغمض العين، عن الحق والحقيقة. ولنسأل كيف تغلغلت الصهيونية في معظم مجالات الحياة؟ وكيف انتظمت جهودها، الاعلامية والاقتصادية والفكرية، في منظومة موحدة محكمة الحلقات؟ ولماذا لا نماثلهم في التخطيط الدقيق والتنفيذ المحكم؟ للأسف الشديد، ان المهاجرين العرب والمسلمين، ينتقلون الى المهجر بمشاكلهم نفسها، وأفكارهم عينها، فلا وحدة حقيقية بينهم، ولا رابطة فكر تجمعهم، واذا بهم انقسموا شيعاً وأحزاباً، فتشتتت الجهود، وضاعت الحقوق. توضيح الحق ومخاطبة العقل علينا قبل ان نلوم غيرنا، ان نعمل على توضيح حقوقنا، بأسلوب علمي منطقي، يخاطب العقول، ويوضح الحقائق، ويفند الأباطيل. يسعى الى كسب الاصدقاء، وتحييد الأعداء. نعرض الصور التي تفضح الادعاءات، وتعري الافتراءات، وتنطق من دون ألسنة ولا ترديد شعارات. وبذلك فقط، تكون وسائل الاعلام، والجاليات العربية والاسلامية، والحكومات، قد بدأت النهج الصحيح، وأدت جزءاً من واجبها، تجاه قضايانا كلها. كيف نحقق ذلك؟ وكيف نخطط وننفذ، في دقة وصبر، وفي سرية وصمت؟ هذا ما نود سماعه من اساتذة الاعلام وخبرائه. جديد دار "الحياة" ولننتقل الآن، من الاعلام بعامة، الى صرح "الحياة" بخاصة. أولاً: بفضل من الله - سبحانه وتعالى - أصدرنا مجلة "لها" النسائية، لتخاطب المرأة، وتلبي حاجاتها الثقافية والاجتماعية. تخاطب من كرمها الله، وأكرمنا بها، فهي الأم الحنون، والأخت الكريمة، والزوجة الصالحة، والابنة الغالية. تهنئتي لجهاز تحرير المجلة، وللقائمين عليها، وتقديري لجهدهم ومثابرتهم. ثانياً: نحمد الله، الذي أعاننا على الاستفادة من ثورة التقنية، للوصول بجريدة "الحياة" الى كل ركن من أركان المعمورة، والتي ستكون، خلال أسابيع قليلة، في موقع أفضل على شبكة الانترنت، متاحة بسهولة ويسر، أمام جميع القراء العرب، تصل اليهم فور صدورها. ثالثاً: أوجه مجلس الادارة الى وضع الخطط اللازمة وتنفيذها، ليكون لدار "الحياة" السبق في مخاطبة الشعوب الناطقة بغير العربية، تخاطبهم بلغتهم، وتقنعهم بالحجة والمنطق بعدالة قضايانا، وبحق الشعب الفسطيني في حياة كريمة، في سلام وأمن وأمان. رابعاً: في خلال العام المنصرم، نفذنا وعدنا بانشاء صندوق خيري، بمبلغ اساسي ملائم، يغذى سنوياً، ليستفيد منه جميع العاملين في دار "الحياة" ليكون، بفضل من الله وحده، سنداً في الشدائد، وعوناً في الملمات. وعلى مجلس الادارة، وضع ضوابط واجراءات، لازمة للانفاق من هذا الصندوق، تكون واضحة لكافة الزملاء، الذين لا يبخلون بالجهد والعرق، في سبيل تطوير مطبوعات "الحياة" والارتقاء بها. خامساً: مضى عام كامل على اصدارنا "ميثاق شرف العمل الصحفي"، تجسيداً لما نأمل ان يكون عليه كل صحافي، من خلق قويم، وقلم رشيق، ولسان عفيف. وحتى تكتمل الفائدة المرجوة من تطبيقه، على مجلس الإدارة ان يضع الآلية المثلى لمراقبة تنفيذه، وموافاتنا باقتراحات تطويره وتحسينه، حتى يكون الالتزام الصحافي به نموذجاً يحتذى. وحتى لا نطيل الحديث على ضيوفنا الأعزاء، أوصي كل من يعمل في دار "الحياة" بالسعي الى إرضاء القارئ ليس تملقاً، بل بكلمة الحق وموقف الصدق، احتراماً لذكائه، إرضاء يتطلب الجهد والتجديد، والابداع والتطوير. فلتكن كلمتنا هي الأوثق، ومصداقيتنا هي الشعار، فذلكم هو السبيل الى البقاء في دنيا الصحافة والاعلام. ولنستمع في الجلسة التالية، الى انجازات عام مضى، والتخطيط لعام جديد. قبل ان أختتم كلمتي، أقول انه على الرغم من ظلام الظلم، الذي يلف قضيتنا، ويهدد كرامتنا ووجودنا، فإن الله هو أملنا، إن ننصره ينصرنا، ثم الرجاء، كل الرجاء، ان يفلح قادة الدول العربية والاسلامية المخلصون، في مسعاهم السياسي، والشباب في جهادهم الميداني. وليتقبل الله شهداءنا، وليشف جرحانا، ولتكن كل قطرة دم أريقت نوراً لنا على طريق استعادة الحق، وفرض السلام"