أحضر رجال أمن كويتيون من العاصمة القطرية أمس شخصاً متهماً بالانتماء إلى "الشبكة التخريبية" التي تتهمها السلطات بالتخطيط لتفجيرات ضد أهداف غربية وأميركية. وذكرت مصادر أمنية أن الشخص كويتي الجنسية ويدعى بادي العجمي وكان ضمن السبعة المتهمين في قضية ضرب طالبة في كلية التجارة في الكويت قبل ستة شهور. ونفت معلومات من الدوحة ذكرت أن الشخص الذي اعتقلته قطر هو المغربي الذي تقول الكويت إنه "خبير متفجرات" ودخل إليها بجواز سفر سعودي مزور لإعداد العبوات المتفجرة. وكانت السلطات أحالت ثلاثة كويتيين على النيابة العامة أول من أمس بتهمة الانتماء إلى الشبكة وحيازة 133 كيلوغراماً من المتفجرات والإعداد لهجمات. غير أن تحقيقات الأمن الكويتي لا تزال تشمل أشخاصاً آخرين. وقال مصدر أمني ل"الحياة" إنه "من المبكر الحديث عن اغلاق هذا الملف". في غضون ذلك، تبادل الليبراليون والإسلاميون في الكويت أمس اتهامات. ففي حين قال الليبراليون إن الجماعات الإسلامية الكويتية تحتضن الارهابيين، رد الإسلاميون بأن التيار الليبرالي يثير الفتنة ويضرب الوحدة الوطنية. وأصدر "التجمع الوطني الديموقراطي" بياناً قال فيه إن ما كشف عنه من شبكة تخريبية "هو جزء من مخطط ارهابي دولي تورط فيه بعض أبناء الكويت من الذين تنكروا لأهلهم ووطنهم"، وان المخطط الارهابي هو "ثمن باهظ يدفعه الوطن للسياسات الحكومية المتراخية تجاه تغلغل التطرف الديني في البلاد والمؤسسات الرسمية، فالتساهل في التعامل مع الاعتداءات والتجاوزات المتكررة للمحسوبين على التطرف الديني على المواطنين وحقوقهم وحرياتهم شجع بعضهم على المزيد". في حين رأت صحيفة "السياسة" في مقالها الافتتاحي ان أجواء الحريات السياسية والديموقراطية في الكويت جعلتها بيئة مغرية لانطلاق الأعمال الارهابية. وسألت "هل يتوجب علينا في هذه المرحلة إعادة النظر بهذه المكتسبات؟". ونشر كتّاب ليبراليون مقالات كثيرة يلومون الحكومة على تساهلها مع الجماعات الإسلامية ويطالبون بالحزم. ورد الإسلاميون ببيانات وتصريحات. وقال النائب مبارك الدويلة إن "الإسلاميين يرون الكويت واحة أمن وامان وهم أكثر حرصاً من غيرهم على التزام النظام وحفظ الأمن". ودعا النائب الدكتور وليد الطبطبائي وزارة الداخلية إلى "تقديم كل الحقائق للجمهور حول التهم المتعلقة بالتخطيط للتفجيرات"، وإلى "كبح حماسة بعض ضباطها في تسريب المعلومات - صادقها وكاذبها - عن القضية للصحف، وهي المعلومات التي اسيء استخدامها في الصحف إلى أقصى حد". واتهم الصحف بالسعي إلى الإثارة على حساب الحقيقة. وقال إن "الفتنة التي يسعى بعضهم إلى اختلاقها ضد التيار الإسلامي وكل أبناء الدعوة في الكويت على خلفية الاتهامات أخطر من الجريمة ذاتها، لأنها تحريض على وحدة المجتمع الكويتي". وهاجم الليبراليين "دعاة الديموقراطية ودولة الحقوق المدنية الذين ضربوا بشعاراتهم هذه عرض الحائط وفتح كل منهم محكمة وقرأ التهم وأصدر الأحكام على كل الإسلاميين ودانهم بالتطرف والتخريب والارهاب". وفي لندن، قال ناطق باسم "المرصد الإعلامي الإسلامي" أمس إن الكويتي الذي اعتُقل في قطر كان ينوي العودة الى بلاده لتسليم نفسه الى السلطات. وأوضح ان بادي العجمي توقف "ترانزيت" في الدوحة في طريقه من باكستان الى الكويت. وقال ان محكمة كويتية حكمت بسجنه سنة في قضية الاعتداء على طالبة كلية التجارة، وانه كان ينوي العودة "لقضاء فترة محكوميته". ومعلوم ان شقيق العجمي ويُدعى سالم قُتل خلال اشتراكه في المعارك في الشيشان ضد القوات الروسية. وتحدث "المرصد" عن اعتقال شخصين جديدين في الكويت هما عصام أحمد المريفع 32 سنة وهو موظف في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وعدنان أحمد السويدي 31 سنة وهو موظف في وزارة الأوقاف. والأخير حوكم في قضية طالبة كلية التجارة لكنه نال البراءة. على صعيد آخر، أفادت المعارضة الأفغانية حكومة رباني ان أسامة بن لادن غير موقعه في أفغانستان. وقال تقرير على موقع الانترنت لإدارة رباني إن ابن لادن غير مقره في قندهار ليل 7 تشرين الثاني نوفمبر إلى مخبأ آخر في الجبال الشمالية في اقليم ارزكان، ورافقه مئات من حراس و"الأفغان العرب".