تراجعت اسرائيل، بعد تمكنها من اعتقال منفذي عملية اختطاف طائرة ركاب روسية من نوع "توبوليف 154" على متنها 48 راكبا وطاقم من 10 افراد، عن روايتها الاصلية في شأن ظروف العملية ودوافع خاطفيها والصقت صفة "المختل عقليا" بخاطف الطائرة، الوحيد كما اعلنت لاحقا، بعد ان حطت في احدى القواعد الجوية العسكرية في جنوب اسرائيل. ففي حوالى الساعة السادسة من صباح امس الاحد اعلنت مصادر اسرائيلية ان طائرتين حربيتين تابعتين لسلاح الجو ارغمتا الطائرة الروسية التي خطفت بينما كانت في طريقها من موسكو الى ماخاتشكالا عاصمة داغستان على الهبوط في قاعدة "عوفدا" الجوية القريبة من ايلات بعد رفض السلطات الاسرائيلية السماح لها بالهبوط في مطار بن غوريون المدني القريب من تل ابيب. وكانت الطائرة المخطوفة هبطت قبل وصولها الى اسرائيل في باكو عاصمة اذربيجان للتزود بالوقود. وصرح الجنرال داني ياتوم مستشار رئيس الحكومة الاسرائيلية للشؤون الامنية بأن "المختطفين هم من الشيشان غير المسلمين وانهم من خلال الاتصال بهم تبين انهم اطلقوا اسم انتفاضة الاقصى على عملية الخطف وانهم لم يطالبوا الا بالسماح لهم بعقد مؤتمر صحافي يعلنون فيه عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني". وفي وقت لاحق قال مسؤول عسكري آخر ان المختطفين تعهدوا "بعدم مهاجمة اسرائيل في مؤتمرهم الصحافي". واحاطت قوات كبيرة من الجيش واجهزة الامن الاسرائيلية الاخرى بمحيط القاعدة الجوية العسكرية وعزلت المنطقة عن محيطها ومنع الصحافيون من الاقتراب منها. وابلغ رئيس الوزراء ايهود باراك الذي كانت طائرته هبطت في طريقها الى واشنطن في قاعدة جوية بريطانية للتزود بالوقود بالعملية وقرر العودة والغاء زيارته المقررة منذ زمن الى واشنطن "بصفته وزيراً للدفاع لمعالجة القضية عن كثب" حسب الاذاعة الاسرائيلية. وبعد نحو ثلاث ساعات بدأت الآلة الاعلامية الاسرائيلية بالحديث عن مختطف واحد او اثنين فيما كان الحديث سابقا يدور عن اربعة. وفي اعقاب ذلك قالت المصادر ذاتها انه سمح بفتح باب الطائرة "لادخال الهواء اليها". ثم نقل المراسلون العسكريون ببث حي تفاصيل عملية اخلاء الركاب وتعريتهم وتفتيش ملابسهم "خوفا من ان يكون المختطفون من بين الركاب ويخبئون اسلحة في ملابسهم". وفي هذه الاثناء ذكر ان اسرائىل على اتصال مباشر مع السلطات الروسية وان مجموعة من الخبراء الروس وصلوا الى اسرائيل. وقال مسؤول امني اسرائيلي ان رجال الشرطة الروس سيشاركون في التحقيق واستجواب خاطف الطائرة. وتحولت التقارير وتصريحات المسؤولين الاسرائيليين ب180 درجة واعلن ان عملية الاختطاف "في طريقها الى الانتهاء بسلام" وان لا ضرورة لعودة باراك الذي كانت طائرته محلقة فوق البحر المتوسط عندما انتهت عملية الخطف. وقال ياتوم ان لقاء باراك مع كلينتون في العاشرة حسب توقيت غرينيتش، اي الخامسة من مساء امس بالتوقيت المحلي. وخرج قائد المنطقة الجنوبية يوم توف ساميا بتصريح مفاده ان مختطفا واحدا فقط هدد طاقم الطائرة وركابها ب"قنبلة وهمية". واضاف ساميا انه "يستنتج من الرسائل التي بحوزة المختطف انه مختل عقليا". وقال ان الاخير صرح بأنه اختطف الطائرة ليل السبت - الاحد لأنه يريد ايصال رسالة الى امبراطور اليابان للاحتجاج على ممارسات اليابانيين وان والده ارسله لايصال الرسالة". ولم يذكر الجنرال الاسرائىلي اي شيء عن المعلومات الاولية الخاصة بانتفاضة الاقصى والتي قالت السلطات الاسرائيلية انها علمت بها عن طريق الاتصال ب"المختطفين". وراحت الاذاعة الاسرائيلية الى القول نقلا عن مصادر روسية ان المختطف "مجرم معروف وانه دين بثلاث جرائم" من دون ذكر نوع هده الجرائم وانه سيتم تسليمه الى روسيا لاحقا. وفي موسكو، نقلت وكالة انترفاكس للانباء عن نائب المدعي العام في داغستان قوله ان الخاطف الذي حول الطائرة الروسية الى اسرائيل قد يكون داغستانيا واسمه زجير حسينوف. واكد حبيب الله علييف ان زجير حسينوف المعروف بأنه عضو في عدد من التنظيمات الاصولية الدينية، سبق وحوكم ثلاث مرات على جرائم مختلفة. وقال السفير الروسي في تل ابيب في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية ان "روسيا تعتبر عمليات الاختطاف هذه ارهابا" مضيفا ان السلطات الروسية هي التي اعلمت اسرائىل بوجهة الطائرة المخطوفة بناء على طلب المختطفين قبل وصولها بفترة زمنية. واوضحت الاذاعة الاسرائيلية العامة في وقت لاحق ان اجراءات تسليم خاطف الطائرة الى روسيا ستبدأ سريعا وان الطائرة المخطوفة تستعد للتفتيش، للاقلاع الى روسيا.