} طالب السعوديان اللذين خطفا الطائرة السعودية الى بغداد اللجوء السياسي الى العراق بعدما أفرجا عن ركاب الطائرة واستسلما للسلطات العراقية. ويتوقع ان تعود الطائرة في وقت متقدم من ليل امس الى الرياض لتعاود رحلتها الى لندن وجهتها الاصلية. من المتوقع ان تكون الطائرة السعودية التي اختطفت اول من امس الى بغداد حطت ليل امس في مطار الرياض. وكان الخاطفان اللذان حولا سير طائرة الخطوط الجوية السعودية، في رحلتها من جدة الى لندن، استسلما للسلطات العراقية بعدما هبطت الطائرة في مطار بغداد حيث افرج عن جميع الركاب من دون ان يصابوا باي اذى. وطلبت السلطات العراقية بعد ظهر امس من ركاب الطائرة الذين أمضوا ليلتهم في فندق الرشيد وسط بغداد، الاستعداد للتوجه الى مطار صدام الدولي على متن حافلات. وأعلن أحد ملاحي الطائرة السعودية طارق الطيب الذي كان يتجول مع معظم ركاب الطائرة، في أروقة الفندق حيث أمضوا ليلتهم، لوكالة "فرانس برس": "أن عملية الخطف بدأت فوق البحر الأبيض المتوسط". ورفض الادلاء بأي معلومات عن الأسلحة التي كان يحملها الخاطفان أو عن ظروف خطف الطائرة". وعبر عن شكره للسلطات العراقية "لحسن الضيافة نيابة عن الملاحين والركاب". واحتجزت السلطات العراقية الخاطفين السعوديين اللذين هددا بتفجير الطائرة بعدما سيطرا عليها وأرغما الطيار على تحويل مسارها الى بغداد. ووصفت مصادر سعودية مطلعة ل"الحياة" في الرياض المطالب التي عرضها الخاطفان بأنها "شبه مرتجلة وغير دقيقة"، مشيرة الى أن "الكل يعلم مدى الاهتمام السعودي الرسمي بقطاعي الصحة والتعليم اضافة الى اهتمامات الدولة في القطاعات الأخرى". وأشارت المصادر نفسها الى "أن المستوى المعيشي للمواطن السعودي ممتاز وأن الحكومة السعودية تولي هذا الأمر جل اهتمامها" لافتة الى أنها الحكومة السعودية شكلت، قبل اشهر عدة لجنة لدراسة المستوى المعيشي للمواطنيين السعوديين وتطويره. الى ذلك، اعتبرت مصادر ديبلوماسية غربية مطالب الخاطفين بأنها أبعد ما تكون عن الواقع، فيما ذكر بعض اقارب ركاب الطائرة المختطفة أن اقاربهم ابلغوهم من بغداد بأن "الخاطفين كانا في حال متوترة وأنهما لم يعلنا مطالبهما الا بعد هبوط الطائرة في العراق، وأنهما كانا مترددين في كل شيء". وكانت "الحياة" التقت في جدة أحد أقارب الركاب، وقال زوج ابنة يوسف صدقة سليم أن "يوسف اتصل بهم من بغداد وطمأنهم على سلامته وسلامة جميع الركاب". وقال أنه وصف المعاملة العراقية لهم ب "الممتازة"مشيراً الى أن معظم الركاب لم يعلموا أن الطائرة خطفت الا قبيل نزولها في مطار صدام الدولي وانهم كانوا يعتقدون أن عطلاً ما أصاب الطائرة. وقال راكبان ان الرحلة كانت هادئة ولم نعرف أن الطائرة مخطوفة الا بعد هبوطها في مطار صدام الدولي ليل السبت - الاحد. وشددت الصحف العراقية أمس على انتهاء عملية خطف الطائرة بعد جهود كبيرة بذلها الجانب العراقي لاقناع الخاطفين باطلاق سراح المحتجزين، ولم تشر الى أي معلومات عن مصير الخاطفين السعوديين، مكتفية بنشر ما بثته "وكالة الأنباء العراقية" ليل السبت الأحد عن بدء التحقيق معهما. وأخبر راكب بريطاني طلب عدم نشر اسمه لوكالة "رويترز" في بغداد: "لاحظت أن الطائرة تغير اتجاهها مما أدهشني، اعتقدت أن هناك مشكلة فنية الا أنني اكتشفت لاحقاً أنها خطفت". واضاف: "أصيب الأطفال بالذعر وكانت النساء تبكي والجميع كان يشعر بالقلق". وقالت مصادر اعلامية في بغداد أن الخاطفين فيصل ناجي البلوي وعايش علي الفريدي، وهما عسكريان سعوديان، طلبا اللجوء السياسي الى العراق موضحة أن السلطات العراقية تدرس طلبهما. وأعلنت شركة الخطوط الجوية السعودية أن أربعين بريطانياً وأميركياً واحداً كانوا على متن الطائرة اضافة الى 15 سعودياً و15 باكستانياً و4 يمنيين و4 جنوب أفريقيين وكينيين اثنين، كما تضمنت لائحة الركاب فرنسياً وهندياً وعمانياً وفلسطينياً ولبنانياً ونيجيرياً وأسبانياً وسويسرياً وسويدياً. وبدا الركاب في حال جيدة لكن بعضهم لم ينجح في اخفاء انفعالاته بعد أن أمضى ساعات عدة على متن الطائرة منذ خطفها. وكانت بريطانية تبكي بينما بدا الخوف واضحاً على سيدة سعودية عند وصولهما الى قاعة المطار. وفي لندن أ ف ب، رفض وزير الخارجية البريطاني روبن كوك توجيه الشكر علناً للعراق لانه انهى في شكل سلمي خطف الطائرة السعودية. وقال "لن اشكر اي حكومة للقيام بالتزاماتها الدولية الواضحة". واعرب في تصريح صحافي امام مقر اقامته الرسمي في لندن امس عن "ارتياحه" لنهاية عملية خطف الطائرة السعودية. وقال ان "المهم الآن هو العمل لعودة الرهائن" الى بريطانيا. واشار الى انه "بقي على اتصال مع السلطات العراقية بواسطة الروس اثناء فترة حرجة". وقال انه "مرتاح وسعيد من انتهاء عملية الخطف بسرعة".