أوقفت السلطات القبرصية مختطف طائرة مصر للطيران، التي تم تغيير مسارها إلى قبرص لتحط في مطار "لارنكا"، بدلا عن مطار القاهرة الدولي، الذي كانت متجهة إليه في رحلتها المنطلقة، أمس (الثلاثاء)، من مطار برج العرب بالإسكندرية، وعلى متنها 54 راكباً مصرياً وأجنبياً، بعد أن هدد مختطف الطائرة بتفجيرها في الجو بواسطة حزام ناسف كان يرتديه، ولم تتضح مطالب الخاطف حتى لحظة الإفراج عن المسافرين، وأعلنت وزارة الطيران المدني المصرية، إن المفاوضات مع المختطف أسفرت عن الإفراج عن جميع ركاب الطائرة تدريجيا، بينما أكد الرئيس القبرصي في مؤتمر صحافي أن لا علاقة لعملية الاختطاف بالارهاب، وقالت الخارجية القبرصية: إن الخاطف "مضطرب نفسيا". اختفاء وظهور في قبرص وكانت وزارة الطيران المدني المصرية، أعلنت في بيان: إن قائد الطائرة المختطفة عمر الجمال، أخبر السلطات بأن مسافرا يرتدي حزاما ناسفا هدده، وأجبر الطائرة على الهبوط في قبرص، وقالت الوزارة في بيانها إن من بين الركاب الذين كانوا على متن الطائرة 21 أجنبيا، هم ثمانية أميركيين وأربعة هولنديين وبلجيكيان، بالإضافة لأربعة بريطانيين وراكب فرنسي وسوري وآخر إيطالي. من جهتها، قالت الشرطة القبرصية: إن قائد الطائرة اتصل ببرج المراقبة في مطار لارنكا في الثامنة والنصف من صباح أمس، بالتوقيت المحلي-الخامسة والنصف بتوقيت جرينتش، وأعلنت أن الطائرة أذن لها بالهبوط في الثامنة والخمسين دقيقة. وقال مسؤول في مطار القاهرة ل "اليوم": "أقلعت طائرة لمصر الطيران عند الساعة السادسة والنصف صباحا، من مطار برج العرب في الإسكندرية -(شمال)، متجهة إلى مطار القاهرة، إلا أنها اختفت فجأة من على شاشات الرادار بعد وقت قليل من عملية الإقلاع. وأضاف قائلا: "أخبر الكابتن السلطات بأن راكبا يهدد بتفجير الطائرة بحزام ناسف". وأضاف: " في هذه الحالات التعليمات واضحة، وهي التعامل مع هذا النوع من التهديدات بجدية بالغة". وزاد: "ليس من الواضح إذا ما كان المختطف يحمل حزاما ناسفا حقيقيا من عدمه، وإذا ما كان دخل قمرة القيادة أم لا". ولاحقا، بث التلفزيون القبرصي صورا لركاب من الطائرة تم الإفراج عنهم، وظهرت صورهم وهم ينزلون من على الطائرة يحملون أمتعتهم الشخصية. في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات الملاحية القبرصية إغلاق مطار لارنكا- جنوب الجزيرة، وتحويل الرحلات إلى مطار بافوس الواقع إلى الغرب منها. غموض حول الأسباب وعقد وزير الطيران المدني المصري مؤتمراً صحفياً بمقر الوزارة بالقاهرة، قال فيه: إن طائرة مصرية سوف تتوجه إلى قبرص ظهراً، لإحضار الركاب الذين أطلق سراحهم. وكشفت مصادر في وزارة الخارجية القبرصية، عن هوية الخاطف وقالت: إنه يدعى سيف الدين مصطفى، قبل أن تعلن لاحقا أن الرجل الذي سلم نفسه للشرطة بعد ساعات من هبوط الطائرة في مطار لارنكا "مضطرب نفسيا". وقال السكرتير الدائم لوزارة الخارجية الكسندروس زينون: "الأمر لا علاقة له بالإرهاب، إنه تصرف فردي من جانب شخص مضطرب نفسيا." بينما أفادت مصادر أمنية مصرية للوكالة الرسمية المصرية، إنه لم يعلن رسميا عن هوية الخاطف أو جنسيته، وحتى كتابة هذه السطور لم تتضح مطالب المختطف بدقة . إلى ذلك، قالت تقارير: إن المختطف لديه مشكلة مع طليقته التي تعيش في قبرص، وإنه طلب رؤيتها، فيما قالت تقارير أخرى: إنه طلب الإفراج عن سجينات في مصر حسبما نقلت محطة سكاي نيوز عربية نقلا عن الإذاعة القبرصية. وكان التلفزيون المصري وإدارة العلاقات العامة بمطار برج العرب، قالوا في بداية الأزمة: إن الخاطف يدعى إبراهيم سماحة، ويعمل أستاذا للطب البيطري بجامعة الإسكندرية، إلا أن الأخير نفى في تصريح لبي بي سي العربية صحة هذه الأنباء، وأكد أنه كان ضمن الركاب وفوجئ بالطائرة تحط في قبرص. ورفض وزير الطيران المصري التعليق على الاتهامات التي وجهت للمدعو إبراهيم سماحة باختطاف الطائرة، وقال: إن لديه بعض المعلومات ولا يمكنه الكشف عنها في الوقت الحالي، فيما قدم المتحدث باسم مجلس الوزراء السفير حسام القاويش الاعتذار إلى إبراهيم سماحة لورود اسمه بالخطأ في هذا الحادث – على حد قوله. تاريخ أسود وفي اليوم الأخير من أكتوبر الماضي، أسقط تنظيم داعش طائرة ركاب روسية فوق سيناء بعد 23دقيقة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ المصري، ما تسبب في مقتل 224 شخصا هم كل من كانوا على متنها. وشهد مطار لارنكا عمليات خطف عدة لطائرات في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، ففي 26 أغسطس 1996، هبطت طائرة ايرباص 310 تابعة لخطوط السودان الجوية كانت تقوم برحلة بين الخرطوم وعمان وعلى متنها 199 شخصا في لارنكا قبل أن تتوجه إلى مطار ستناستد (50 كلم عن لندن) وعلى متنها سبعة خاطفين عراقيين أرادوا طلب اللجوء إلى بريطانيا. وانتهى بهم الأمر بتسليم أنفسهم بعد 20 ساعة دون سقوط ضحايا. وفي أبريل 1988، هبطت طائرة بوينغ 747 تابعة للخطوط الجوية الكويتية كانت تقوم برحلة بين بانكوك والكويت وعلى متنها 111 شخصا في مشهد بإيران، وطالب الخاطفون السبعة عبثاً، بالإفراج عن 17 متطرفا شيعيا موالين لإيران محتجزين في الكويت. وفي الثامن منه، هبطت الطائرة في لارنكا، حيث قتل الخاطفون اثنين من الركاب الكويتيين، بينما تم الإفراج عن آخر الرهائن بعد توقف الطائرة للمرة الأخيرة في الجزائر.