تستعد اريتريا للدخول في مرحلة تحول سياسي في نظامها باعتمادها التعددية السياسية للحكم. واعلنت الحكومة امس انها قررت اجراء انتخابات وطنية العام المقبل، وتشكيل لجنة لاعداد قانون للاحزاب السياسية. ويرأس المجلس الوطني الاريتري البرلمان الحالي رئيس البلاد اساياس أفورقي ويحتل نصف مقاعد البرلمان اعضاء من الحزب الحاكم "الجبهة الشعبية للديموقراطية والعدالة". وذكر المجلس الوطني في بيان امس، انه بحث مسألة الانتخابات الوطنية الاولى التي ستجري بموجب الدستور الاريتري، و"التي تعرقلت بسبب الحرب مع اثيوبيا". ورأى ان "خطر الغزو الاثيوبي لا زال قائماً"، لكنه شدد على ضرورة "عدم تأجيل الانتخابات الى اجل غير مسمى". وقرر اجراء الانتخابات الوطنية الاولى في كانون الاول ديسمبر العام 2001. وكلف لجنة لصوغ مسودة قانون الانتخابات. واعتبر مراقبون ان الخطوة الاولى التي يحتمل اتخاذها في هذا الاطار، هي الاتجاه للسماح بتأسيس احزاب سياسية استناداً الى الدستور الاريتري. وتعتبر قرارات "البرلمان الاريتري" الذي يضم 150 عضواً بمن فيهم ممثلو الاقاليم والحزب الحاكم، خطوة جديدة في اطار التحول الديموقراطي المرتقب في البلاد. وكانت "الجبهة الشعبية لتحرير اريتريا" الحزب الوحيد في اسمرا بعدما غيّرت اسمها الى "الجبهة الشعبية للديموقراطية والعدالة" عقب استقلال اريتريا عن اثيوبيا رسمياً العام 1993. وكان المجلس الوطني عقد اجتماعاً في الفترة من 30 ايلول سبتمبر الماضي وحتى الاثنين الماضي لانهاء الحرب مع اثيوبيا اتخذت خلاله قرار اجراء الانتخابات. من جهة اخرى زارت "الحياة" منطقة شمال البحر الاحمر في اريتريا حيث يعاني اكثر من 300 ألف اريتري نقصاً حاداً في الغذاء بسبب الجفاف. واكد مسؤولون في منظمة "يونسيف" مشروع رعاية الطفولة التابعة للامم المتحدة ان الاوضاع في مناطق اقليمي شمال البحر الاحمر، وعنسبا في غاية الخطورة. واوضح مسؤول اريتري في منطقة افعبت الساحلية في البحر الاحمر ان 19 طفلاً توفوا في الاشهر الاخيرة بسبب سوء التغذية، وتدني الاوضاع الصحية. ويعيش في منطقة افعبت اكثر من عشرين الفاً نزحوا من اقليم القاش - بركة بسبب الحرب مع اثيوبيا. واعرب هؤلاء المواطنون عن رغبتهم في البقاء في المنطقة الجافة. وقالت ل"الحياة" احدى النساء "لن نعود الى قرانا في شامبيكو خوفاً من تجدد القتال … لا نود ان نسمع اصوات الرصاص مرة اخرى". وذكر كل الذين استطلعتهم "الحياة" في معسكر افعبت ان عودتهم الى مناطقهم في اقليم القاش بركة مرهونة بنشر قوات حفظ السلام الدولية. واللافت لدى اللاجئين مظاهر الخوف التي لا زالت مرتسمة على وجوه الموجودين في المعسكر وغالبيتهم من الاطفال والنساء وكبار السن.