جددت اريتريا تمسكها بخيار الحل السلمي في نزاعها الحدودي مع اثيوبيا الذي أدى الى حرب بينهما في أيار مايو الماضي، استمرت نحو شهرين وتوقفت من دون التوصل الى حل. ويواصل وفد من المعارضة السودانية وساطته في اسمرا، وقال عضو الوفد السيد الصادق المهدي بعد اجتماعه مع الرئيس الاريتري اساياس أفورقي انه يرى "بصيص أمل" بحل الأزمة. وصرح مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الاريترية عضو المجلس المركزي للجبهة الشعبية للديموقراطية والعدالة الحزب الحاكم حامد حمد الى "الحياة" امس ان "أثيوبيا بدأت بشن حرب اعلامية مكثفة ضد اريتريا تبريراً للخيار العسكري الذي تسعى اليه لحسم النزاع الحدودي". وشدد على ان "أي محاولة من هذا النوع ستكون انتحارية، فقواتنا لا تعرف الهزيمة، وسنظل ندافع عن أرضنا بالروح نفسها التي حررناها بها. ان "ما تردده اثيوبيا الآن مجرد أحلام لن تخدع سوى شعوب أثيوبيا نفسها". وأشار الى ان قرارات قمة دول عدم الانحياز التي عقدت أخيراً في جنوب افريقيا "شكلت صفعة ديبلوماسية وسياسية لأثيوبيا، بعد رفض مشروعها لجعل المبادرة الاميركية - الرواندية مرجعية للمبادرة الافريقية، في حين أقرت القمة مبدأ اعطاء المبادرة الثانية الفرصة الكاملة للتحرك باستقلالية". وأوضح ان الآراء والاقتراحات التي عرضتها بلاده منذ بداية الأزمة "لقيت صدى وتجاوباً من معظم الدول العربية والافريقية، مما جعل الموقف الاثيوبي منعزلاً لتمسكه بخيار الحرب". وعن الموقف الاريتري من المبادرات السلمية قال حمد: "لا يزال هناك أمل بالمبادرة الافريقية ونحن بانتظار استكمالها". الى ذلك، أكد الصادق المهدي بروز جوانب ايجابية لوفد "النوايا الطيبة" الذي يضمه وأعضاء آخرين في "التجمع الوطني الديموقراطي السوداني" المعارض الذي كلفت قيادته الوفد التشاور مع الحكومتين الاثيوبية والاريترية لاحتواء النزاع بينهما. وقال بعد لقاء الوفد لأفورقي: "الوفد لا يحمل مبادرة بالمعنى المجرد، بل هو وفد نوايا طيبة كما سميناه، يؤكد للطرفين حياده وحرصه على احتواء النزاع لأهداف آنية ومستقبلية، تساعد في استقرار شعوب المنطقة وتكاملها. نحن نبحث عن وسائل للغة مشتركة بين البلدين للانتقال من المواجهة الحالية الى حل مقبول في المسائل الحدودية والتمهيد لاتفاق سلام يعالج كل المسائل المعلقة". وزاد: "أجرينا حواراً مثمراً مع القيادة الاثيوبية، ونجري الآن حواراً مخلصاً وجدياً مع القيادة الاريترية، ونعتقد ان هناك بصيص أمل، خصوصاً ان لا خلاف على العناصر الجوهرية، وهي اعتماد الحدود الحالية كما تعبر عنها الاتفاقات الدولية، وضرورة تفويض لجنة محايدة من الاممالمتحدة لترسيم الحدود". وذكر ان "الاختلاف هو في المسائل الاجرائية فقط مثل وقف النار، اضافة الى ان الموقف الاثيوبي يركز على عدم مناقشة المسائل الجوهرية اذا لم تنسحب القوات الاريترية الى ما كانت عليه في 6 ايار مايو، في حين ترى اريتريا عدم الانسحاب من أراض تابعة لها، وهذا هو سبب جمود الوساطات السابقة". وأكد المهدي ان الخيار العسكري "لا يزال قائماً طالما لم يتم التوصل الى شيء ملموس"