قاطع صرب كوسوفو الانتخابات المحلية واتهموا الإدارة الدولية المدنية بالاستمرار في مخططها لإنشاء دولة مستقلة خاصة بالألبان "خلافاً لكل القرارات الدولية التي تؤكد أن الأقليم جزء من يوغوسلافيا يتمتع بحكم ذاتي". جرت أمس الانتخابات المحلية لاختيار أعضاء مجالس 30 بلدية في اقليم كوسوفو، وسط مشاركة كبيرة من السكان الألبان، وأفادت معلومات مراكز التصويت أن المنافسة الرئيسية تركزت بين "الجمعية الديموقراطية لكوسوفو" بزعامة إبراهيم روغوفا و"حزب كوسوفو الديموقراطي" برئاسة القيادي في جيش تحرير كوسوفو السابق هاشم ثاتشي. وقاطع الصرب هذه الانتخابات، التي قال عنها زعيمهم اوليفر ايفانوفيتش، إنها "تفتقر إلى الشرعية، لأنها جرت في وقت غير مناسب واقتصرت على الألبان بسبب عدم توافر الأمن وحرية التنقل لجميع سكان الاقليم... وهي بذلك تتعارض مع توصيات الاستقرار الواردة في قرار مجلس الأمن 1244 الخاص بتنظيم الوضع الراهن والمستقبلي لكوسوفو". وأضاف ايفانوفيتش في تصريح إلى "الحياة" في بلغراد ان الانتخابات "مغازلة للألبان اعتاد عليها رئيس الإدارة المدنية الدولية برنار كوشنير منذ حضوره إلى الاقليم قبل 16 شهراً، وسعياً إلى تشكيل دولة ألبانية مستقلة في كوسوفو". لكن ايفانوفيتش لم يستبعد تعاون الصرب مع الفائزين الألبان في عضوية مجالس البلديات بموجب النتائج "إذا كان ذلك سيساهم في استتباب الاستقرار وتعزيز هدف السلام في كوسوفو". وأكد الزعيم الصربي ضرورة عمل المسؤولين الدوليين على "سد فراغ المجالس البلدية" الذي سيحصل في إدارة التجمعات الصربية المقاطعة للانتخابات، واقترح "إما تنظيم انتخابات محلية أخرى خاصة بالصرب باشراف منظمة الأمن والتعاون الأوروبية، أو تعيين أشخاص موثوق بهم لإدارة المناطق التي يتجمع الصرب فيها". وأشار إلى استعداد الصرب للمشاركة في أي انتخابات مقبلة موحدة لكل الاقليم "في حال ضمان استقرار الوضع وعودة السكان النازحين إلى ديارهم". وانتقد ايفانوفيتش بشدة المسؤول المدني الدولي برنار كوشنير، مشيراً إلى أنه "ارتكب أخطاء جسيمة بحق القرارات الدولية، التي أكدت على أن كوسوفو اقليم يتمتع بحكم ذاتي واسع في إطار دولة الاتحاد اليوغوسلافي... منها، إضافة إلى هذه الانتخابات: إصدار بطاقات هوية وجوازات سفر واجازات سوق العربات وفرض المارك الألماني كعملة نقدية للتداول، وإنشاء إدارة جمارك وغض الطرف عن الأسلحة التي احتفظت بها عناصر جيش تحرير كوسوفو السابق وتشكيل تنظيم عسكري للانفصاليين باسم فيلق حماية كوسوفو".