افتتح مسؤول الإدارة المدنية للأمم المتحدة في كوسوفو برنار كوشنير في بريشتينا مؤتمراً استشارياً لممثلين سياسيين من ألبان وصرب الاقليم، تخلف الزعيم المعتدل إبراهيم روغوفا عن حضوره. وفي غضون ذلك، وصف الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الوضع الأمني في الاقليم بأنه قاتم بينما حذرت منظمة الصحة العالمية من مخاطر الألغام والقنابل غير المنفجرة على السكان. رأس مسؤول الإدارة المدنية التابعة للأمم المتحدة برنار كوشنير في بريشتينا أمس الجمعة، مؤتمراً استشارياً لممثلين سياسيين من ألبان وصرب في اقليم كوسوفو، شكلوا هيئة ستمثل سكان الاقليم لدى الإدارة الدولية التابعة للأمم المتحدة إلى حين اجراء الانتخابات العامة التي لم يحدد موعدها. وتم توزيع مقاعد المجلس الثمانية على الشكل التالي: ستة للألبان: 4 منها لجيش تحرير كوسوفو هاشم ثاتشي والرابطة الديموقراطية المتحالفة معه - رجب جوسيا ومقعدان لحزب الاتحاد الديموقراطي لألبان كوسوفو بزعامة إبراهيم روغوفا الذي قاطع الموتمر. وشغل المطران اريتميا ورئيس المقاومة الصربية في الاقليم موستشيلو ترايكوفيتش المعارضين للرئيس ميلوشيفيتش المقعدين الباقيين المخصصين للصرب. وجاءت مشاركة الصرب في المؤتمر على رغم تهديداتهم السابقة بقطع الاتصالات مع ممثلي الأممالمتحدة في الاقليم "احتجاجاً على عدم وضع حد للعنف الذي تقوم به جماعات ألبانية مسلحة ضد السكان الصرب". وأفاد كوشنير، الذي تسلم مهماته في كوسوفو أول من أمس، ان روغوفا "غير راضٍ عن تشكلية المجلس". وأفاد روغوفا في مؤتمر صحافي عقده في بريشتينا أنه "الرئيس المنتخب لكوسوفو وليس من حق أحد أن يتجاوز إرادة الشعب الألباني في الاقليم الذي منحه ثقته وفوضه تمثيله". ومعلوم ان روغوفا كان انتخب بالاقتراع العام في 1992 رئيساً لجمهورية كوسوفو التي أعلنها ألبان الاقليم من طرف واحد. واعيد انتخابه للمنصب نفسه في آذار مارس 1998، كما ان حزب الاتحاد الديموقراطي لألبان كوسوفو الذي يتزعمه يتمتع بغالبية مقاعد برلمان الاقليم الذي لا تعترف به حكومة بلغراد. وأبلغ مصدر قريب من روغوفا "الحياة" ان الزعيم الألباني احتج لدى كوشنير على تخصيص أربعة مقاعد لمعارضيه في مقابل مقعدين للاتحاد الديموقراطي. وأوضح "أنه ليس بامكان روغوفا حضور اجتماع لا يأخذ في الاعتبار حصيلة آراء السكان الألبان في الانتخابات الديموقراطية التي شهدها الاقليم". وأضاف المصدر ان كوشنير أجاب بلهجة شديدة "غير مبررة". وقال لروغوفا إن "الاجتماع سيعقد سواء حضرت أم غبت". ورد عليه روغوفا: "افعلوا ما شئتم إذا لم تكونوا تضعون في اعتباركم الرئيس المنتخب شعبياً لكوسوفو". وأشار المصدر أن روغوفا قرر مغادرة الاقليم وزيارة عدد من عواصم الدول الأوروبية "لعرض الوضع المنقسم في أوساط ألبان الاقليم على زعمائها". وأضاف المصدر ان عناصر جيش تحرير كوسوفو "واصلوا تهديد الجماعات المعارضة لسلوك الجيش وبمن فيهم رئيس حكومة كوسوفو في المنفى بويار بوكوستي الذي انتقل إلى بريشتينا". وأوضح المصدر ان روغوفا سيؤكد للمسؤولين الأوروبيين ان الاستقرار لا يمكن ان يحل في كوسوفو "إذا لم تنه قوات حفظ السلام الدولية كل المظاهر المسلحة للفئات العرقية كافة في الاقليم". الوضع الأمني ومن جهة أخرى، دعا مجلس الأمن إلى تسريع عملية نشر قوات حفظ السلام وبعثة الأممالمتحدة المدنية في كوسوفو "لإقرار الأمن والسلام" هناك. وجاء ذلك في تصريح صحافي لرئيس المجلس للشهر الجاري سفير ناميبيا بعد اجتماع مغلق للمجلس بحث فيه آخر التطورات في الاقليم، قبل مناقشة تقرير الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الذي رسم "صورة قاتمة للوضع الأمني في كوسوفو"، ودعا إلى إقامة نظام قضائي وشرطي "للحد من أعمال العنف العرقي في الاقليم". وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن اقليم كوسوفو أصبح يشكل واحدة من أكثر المناطق في العالم لجهة الاصابة بانفجارات الألغام الأرضية والقنابل غير المنفجرة. وذكر ناطق باسم المنظمة في بريشتينا ان الانفجارات "قتلت أو اصابت حوالى 150 شخصاً من سكان كوسوفو منذ انسحاب القوات الصربية من الاقليم". وتوقعت المنظمة زيادة الاصابات "عندما يعود الآلاف من المزارعين إلى حقولهم". وأفاد ناطق باسم القوات الدولية في بريشتينا أمس "ان انفجاراً وقع في القطاع الأميركي أدى إلى جرح نحو 20 شخصاً، اصابات سبعة منهم خطيرة". إلى ذلك، أعلن قائد جيش تحرير كوسوفو في منطقة اوراخوفاتس عصمت تارا بأن 60 ألف مواطن ألباني سيغادرون المنطقة إلى ألبانيا "إذا انتشرت الوحدات الروسية فيها". وأشار في تصريح صحافي إلى أنه سلم قيادة قوات حلف شمال الأطلسي في كوسوفو أوراقاً تحمل تواقيع 20 ألف ألباني "يريدون ان يقتصر الوجود العسكري الدولي في مناطقهم على جنود الدول الأطلسية". وحمّلت صحيفة "فاكتي" الحقيقة الألبانية الصادرة في مقدونيا الوحدات الفرنسية المنتشرة في منطقة ميتروفيتسا في شمال غربي كوسوفو بأنها "تعمل على ترسيخ تقسيم المدينة". ووصفت الصحيفة الوحدات الفرنسية بأنها لا تتقيد بالاتفاق المعقود بين الحلف الأطلسي وحكومة بلغراد، القاضي بانسحاب القوات الصربية من الاقليم "وهي تغض الطرف عن بقاء الجنود الصرب في مناطق انتشارها ماداموا لا يرتدون الزي العسكري".