} جرت أمس في البيت الابيض مراسم توقيع اتفاق التجارة الحرة بين الاردنوالولاياتالمتحدة بحضور العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني والرئيس بيل كلينتون، وذلك في خطوة يأمل الاردن بأن تسهم في نهوض الاقتصاد الوطني الذي يعاني من وضع متفاقم. كان الملك عبدالله وصل أول من أمس إلى واشنطن لحضور مراسم توقيع اتفاق التجارة الحرة FTA ، ليصبح الاردن الدولة العربية الأولى التي توقع هذه المعاهدة مع واشنطن، والثانية في الشرق الاوسط بعد اسرائيل، والرابعة في العالم بعد المكسيك وكندا واسرائيل. ويسمح الاتفاق بإنسياب البضائع الاردنية الى الاسواق الاميركية من دون أي رسوم جمركية أو أي عوائق تجارية. وتوقعت مصادر مطلعة ان يجري العاهل الاردني والرئيس الاميركي محادثات على هامش توقيع الاتفاق تتناول آخر تطورات الاوضاع في المناطق الفلسطينية وانعكاساتها على الاردن ودول المنطقة في ضوء اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك تجميد مفاوضات السلام الى اجل غير مسمى. وقال رئيس الوزراء الاردني علي ابو الراغب ان الاتفاق يأتي تتويجاً لجهود الملك عبدالله من اجل تعزيز الاقتصاد الوطني وجذب الاستثمارات الى المملكة. وقال إن الاتفاق "يعكس أهمية الدور الاردني في منطقة الشرق الاوسط ويمثل اعترافاً بإنجازات الاردن على صعيد الاصلاح الاقتصادي ومدى التزام واشنطن دعم الاقتصاد الأردني". ومن المقرر ان تستكمل الاجراءات القانونية للإتفاق مع نهاية العام الحالي بعد سلسلة مفاوضات تناولت الجوانب الفنية العالقة في مجال الخدمات وحماية الملكية الفكرية وقواعد المنشأ والعمل والبيئة. ويأمل الاردن من هذا الاتفاق بان يفتح الاسواق الاميركية امام المصدرين الاردنيين عن طريق ازالة العوائق الجمركية وغير الجمركية كالحصص كوتا او سقوف الكميات المصدرة. يذكر ان الميزان التجاري بين البلدين يميل بشدة لمصلحة الولاياتالمتحدة التي بلغت قيمة صادراتها الى الاردن العام الماضي نحو 360 مليون دولار في مقابل 13 مليون دولار من الواردات الاردنية. ومن المقرر ان يوقع الاتفاق الذي يحتاج الى موافقة الكونغرس، نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية محمد حلايقة، ومن وزارة التجارة الاميركية شارلين بارشافسكي. وهناك اجماع في واشنطن ان المعاهدة هي مكافأة للاردن على الخيار السلمي وعدم اتباع اسلوب المواجهة، بالإضافة الى رضى واشنطن عن الاصلاحات الاقتصادية التي ادخلها الملك عبدالله الثاني منذ اعتلائه العرش. وبالإضافة الى موضوع السلام بين الفلسطينيين واسرائيل، ترى الإدارة الاميركية ان المعاهدة ستسهم بفك ارتباط اقتصاد الأردن بالعراق وتساعد على الإبقاء على عزلة بغداد، خصوصاً ان الاقتصاد الأردني من اكثر المتضررين في المنطقة نتيجة استمرار هذا الحصار. وسرت بعض الشكوك الاسبوع الماضي في شأن امكان تأجيل توقيع المعاهدة بسبب الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط، الا ان الدور الايجابي، من وجهة نظر واشنطن، الذي لعبه الملك بدعم قمة شرم الشيخ ساهم بتسريع عملية التوقيع. وتقول مصادر اميركية ان الاتفاق على توقيع المعاهدة تم اثناء لقاء كلينتون - عبدالله في شرم الشيخ بعد ان أثار الملك الأردني الموضوع وأبدى رغبته في تسريع المراسم.