} تطرقت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت في محادثات لا سابق لها مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل في بيونغيانغ امس، الى قضية التسلح في بلاده التي تؤرق واشنطن وحلفاءها في شمال شرقي آسيا. لكن مرافقين للوزيرة الاميركية استبعدوا الاعلان عن اي اتفاق في هذا الشأن، على رغم الاجواء الودية التي رافقت المحادثات. بيونغيانغ - رويترز، أ ب، أ ف ب - التقت وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت في بيونغيانغ امس، الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج ايل، واجرت معه محادثات هي الاولى من نوعها منذ قيام النظام الشيوعي في الشطر الشمالي من كوريا قبل 55 عاماً على ايدي والده الزعيم الراحل كيم ايل سونغ. وردت الوزيرة الاميركية على ملاحظات من الصحافيين عن "تسرّع" واشنطن في الانفتاح على بيونغيانغ، مؤكدة ان الادارة الاميركية تتخذ "خطوات محسوبة" لرأب الصدع مع الدولة الستالينية. واضافت: "لن نمضي بسرعة اكبر مما يتطلبه المنطق في ما يتعلق بالمصالح الاميركية". واستقبل كيم الابن اولبرايت بالترحاب، وابدى سروره العميق لهذه الزيارة الاولى لوزير اميركي لبلاده. وخرج الزعيم الكوري الشمالي عن التقليد المتبع ليكون اول مسؤول يتحادث مع اولبرايت بعد وصولها. ووقف كيم الابن الى جانب اولبرايت مبتسماً لدى التقاط صور لهما، ما اعاد الى الاذهان صورته عند استقباله الرئيس الكوري الجنوبي كيم داو جونغ في حزيران يونيو الماضي. وامتدت محادثاتهما اطول من الوقت المقرر لها. وذكر مسؤول في الخارجية الاميركية ان اولبرايت وكيم الابن اجتمعا ساعتين ثم اخذا فترة راحة عشر دقائق وعقدا جلسة اخرى استغرقت ساعة. وشكر كيم الابن اولبرايت على ترتيبها اجتماع اخيراً، بين الرئيس الاميركي بيل كلينتون وجو ميونغ روك نائب رئيس لجنة الدفاع القومي في كوريا الشمالية الذي كان ارفع مسؤول من بلاده يزور واشنطن. وقال: "لا يوجد نزاع بين بلدينا كل شيء سار بسلاسة"، مشيراً الى زيارة جو الاخيرة لواشنطن. وأفادت مصادر مرافقة لاولبرايت ان محادثاتها مع كيم الابن تناولت برنامج بلاده لتطوير الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية، وتصدير هذه التكنولوجيا الى دول في العالم الثالث. واستبعد احد هذه المصادر توصل الجانبين الى اتفاق فوراً، لكنه اكد ان ثمة مؤشرات الى تراجع بيونغيانغ عن تصدير الاسلحة الحساسة. وكان اجتماع كيم مع اولبرايت خطوة اخرى على طريق دخوله المسرح العالمي حيث اجتمع خلال العام الماضي مع رؤساء الصين وروسيا وكوريا الجنوبية. وصرح مسؤول اميركي بانه من غير المتوقع توقيع اتفاقات خلال زيارة اولبرايت لبيونغيانغ، لكن المحادثات ستكون عنصراً حاسماً في امكان زيارة كلينتون لكوريا الشمالية والتي قد توقع خلالها اتفاقات بين البلدين. وكانت اولبرايت وصلت الى بيونغيانغ في ساعة مبكرة فجراً، واجريت لها مراسم استقبال متواضعة حضرها نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي كيم غاي غوان، في بداية زيارة لها تستمر يومين تشير الى حدوث تغير مفاجئ في واحدة من آخر جبهات الحرب الباردة في العالم. وزارت اولبرايت ضريح كيم ايل سونغ، ثم توجهت الى دار حضانة للاطفال ورقصت معهم على انغام الموسيقى. وانتهزت المناسبة لتطلب من بيونغيانغ التعاون مع العالم من اجل مستقبل افضل. ومعلوم ان الحضانة هي واحدة من آلاف المؤسسات الكورية التي تحصل على مساعدات من برنامج الغذاء العالمي. ووقفت اولبرايت ترقص مع الاطفال بقيادة مدرسة الحضانة تحت لافتة كتب عليها: "شكرا لكيم ايل سونغ" وهو مؤسس الدولة في الاربعينات الذي دفع مواطنيه الى "حرب تحرير" ضد الوجود الاميركي في كوريا الجنوبية وطبق نظاماً ماركسياً محاولاً تحقيق اكتفاء ذاتي. وقالت اولبرايت: "انا سعيدة لكوني اول وزيرة خارجية اميركية تزور جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وأيضاً، اول من رقص مع الاطفال. وآمل في استمرار التعاون الذي شهدناه بين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والمجتمع الدولي بل وفي اتساع نطاقه لمصلحة كل الشعب". وامتدحت المهمة التي يقوم بها برنامج الغذاء العالمي في كوريا الشمالية. وبدأ البرنامج مهمته هناك عام 1995، بعد فيضانات مدمرة اضرت بالمحاصيل الزراعية. ويقدم البرنامج الغذاء لنحو ثمانية ملايين من اصل 23 مليون نسمة ويخص الاطفال باهتمامه.