صدر العدد الثالث من مجلة "مراصد" التي يصدرها "مركز دراسات الاسلام والعالم"، واحتوت على عدد من الدراسات المهمة، فكتب ابراهيم ابو ربيع دراسة "الجدل العلماني في الفكر العربي المعاصر" محاولاً قراءة التجربة العلمانية في الادبيات العربية في ظل تداخلاتها السياسية والفكرية والاجتماعية، وانتهى الى انه كثيراً ما تكون العلمانية في العالم العربي مسقطة من فوق من قبل الدولة وهذا يعني اقراراً ضمنياً من لدن النخبة الحداثية بأن الثقافة الاسلامية التقليدية لها آليات ومناهج متأصلة لا يمكن ان تستبدل بسهولة بالعلمانية وخصوصاً تلك التي تكتسي طابعاً راديكالياً معادياً للدين. والنقطة الثانية هي ان الاتجاه العلماني في العالم العربي الحديث ظل حكراً على قطاع ضيق من الناس الذين تلقوا تعليمهم في الغرب او ان مصالحهم الاقتصادية تخدمها العلاقة القوية مع الغرب. فالعلمانية ظلت ذريعة الاقلية ضد الغالبية، ذريعة فرضت لأن الناس حرموا من ان يكون لهم قول في قرارات الدولة الرئىسية. مصطلح جديد وبحثت هبة ابو جديري في النوع الاجتماعي المجازي، ودرست صورة حواء لدى المسلمين التقليديين وحواء في صورتها القرآنية والتأويلات المتعددة التي تتعرض لها حواء، وانتهت الى انه لن يمكن للمسلمين وخصوصاً النساء منهم ان يقوموا الرؤى التقليدية لما هو اسلامي الا باعادة قراءة النص القرآني وبمراجعة دقيقة لنصوص الحديث. وقدم حاقان يافوز دراسة تاريخية سياسية تتعلق باهتراء اسطورة تركيا الجمهورية، واستحدثت انطوني سوليفان مصطلحاً جديداً في بحثها "الغرب والاسلام المتوسطي: البداية الجديدة" وتدعو فيه المسلمين والمسيحيين الى ان ينخرطوا في بداية جديدة مع القرن الجديد، وتعمد خلال بحثها الى بحث صورة الاسلام في الوعي الاوروبي المعاصر والادوات والوسائل التي يجب ترتيبها من اجل تغيير هذه الصورة النمطية. وفي باب آراء قدم عبدالوهاب المسيري مقاله "من صلابة التحديث والحداثة الى سيولة ما بعد الحداثة". وفي باب مراجعات كتب مازن النجار عن رحلة اولياء جلبي الى الشرق العربي وافريقيا. ثم قدم بشير نافع عرضاً لكتاب رالف خوري "تكون قومي مصري، السنوات الاولى لعزام باشا 1893-1936"، ورفيق بوشلاكة عرضاً لكتاب عبدالمجيد النجار "الشهود الحضاري للأمة الاسلامية" وقدم عزالدين عبدالمولى مراجعة لكتاب هشام جعيط "السيرة النبوية". وراجع رفيق عبدالسلام كتاب راشد الغنوشي "مقاربات في العلمانية والمجتمع المدني" وقرأ ابراهيم درويش كتاب عدنان ابو عودة "الفلسطيني والاردني والمملكة الاردنية الهاشمية في مسار السلام الشرق الاوسطي".