اذا كان بلوغ منتخبي ايرانوالعراق الدور ربع النهائي منطقياً، فان خروج اصحاب الارض لم يكن كذلك. وكان منتخب لبنان، الذي يشارك في النهائيات للمرة الاولى في تاريخه باعتباره الدولة المنظمة، حل في المركز الاخير في المجموعة الاولى خلف ايرانوالعراقوتايلاند. وقد بدت عروض منتخب لبنان في مبارياته الثلاث متفاوتة برغم المعسكرات الاربعة في قبرص وسلوفاكيا والمانيا من 10 ايار مايو الى 27 ايلول سبتمبر الماضيين، التي خاض خلالها 25 مباراة ودية ففاز في 12 وتعادل في 8 وخسر في 5. واذا كانت المباراة الافتتاحية في اي بطولة رسمية صعبة على طرفيها، فانها كانت النكسة الكبيرة لمنتخب لبنان عندما لقي خسارة ثقيلة امام ايران القوية صفر-4 امام 50 الف متفرج خرجوا غير مصدقين ان الاستعدادات عشية الكأس تحولت الى نكبة عند انطلاقها ثم الى نكبات خلالها. وبدا اللبنانيون أنداداً للايرانيين، الذين يسعون الى احراز اللقب للمرة الرابعة منذ انطلاق البطولة قبل 44 عاماً، قبل ان ينهاروا في ربع الساعة الاخير عندما سجل الايرانيون 3 اهداف كانت بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير" بسبب اخطاء تكتيكية ظهرت واضحة في خط الدفاع، الذي بدا وخط الوسط عاجزين عن مجاراة الفنيات الايرانية. لكن منتخب لبنان استعاد توازنه امام العراق، ولم ييأس بعدما تخلف بهدفين في ربع الساعة الاول من الشوط الاول اثر خطأين دفاعيين قاتلين، قبل ان يدرك التعادل في الثاني، ثم تخلى الحظ عنه في الدقائق الاخيرة بعدما كانت النقاط الثلاث اقرب اليه. وعزا الكرواتي جوزيب سكوبلار المدير الفني للمنتخب اللبناني، الذي رفض الاتحاد تجديد عقده، الاداء الشيق والقوي لمنتخبه الى اللاعبين الاحتياطيين، الذين صاروا، في اعتقاده، يشكلون منتخباً ثانياً مع ان المطلوب منتخب يعتمد على تشكيلة واحدة كان يجب ان تبصر النور واضحة المعالم منذ المباراة الاولى. ولم يقف اللبنانيون مكتوفي الايدي، فحاولوا تعويض ما فاتهم امام تايلاند، التي خرجت بتعادل مفاجئ مع ايران 1-1، بيد ان طرق الباب اللبناني اولا بهدف مباغت إثر خطأ دفاعي قاتل، كالعادة، على رغم التحذيرات عشية المباراة لقلبي الدفاع، قبل ان يدرك اصحاب الارض التعادل للمرة الثانية في الدورة في ربع الساعة الاخير، والذي لم يكن كافياً لمواصلة المشوار فضاع الحلم في ليلة صيف باردة. وستكون المحطة الجديدة الاهم للمنتخب اللبناني التصفيات الآسيوية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم المقبلة التي تنظمها كوريا الجنوبية واليابان معاً عام 2002، حيث سيلعب في المجموعة الخامسة في بيروت مع باكستانوسريلانكاوتايلاند في 13 و15 و17 ايار مايو المقبل على التوالي، قبل ان يواجه في بانكوك المنتخبات ذاتها في 26 و28 و30 منه. يشار الى ان لبنان لم يسبق له ان لعب مع سريلانكا واندونيسيا، لكن لقاءيه مع تايلاند في بيروت وبانكوك سيكونان الثالث والرابع بينهما اذ تعادلا 1-1، وفازت تايلاند 1-صفر في بانكوك.