قدم وزير الاعلام الكويتي الدكتور سعد بن طفلة العجمي أمس استقالته، من دون الاعلان رسمياً عن أسبابها. وقالت مصادر ل"الحياة" ان الاستقالة جاءت بعد خلاف حاد بين الوزير وبين النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد، فيما تحدثت الأوساط الكويتية عن احتمال اجراء تعديل وزاري موسع خلال الأيام المقبلة، على خلفية استقالة الدكتور سعد بن طفلة. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن الشيخ صباح قوله ان الدكتور سعد بن طفلة "قدم استقالته من دون أن يعطي أي سبب، وأنا سأرفعها الى سمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد الصباح، إذ انه المنوط بقبول الاستقالة أو رفضها". وأضاف: "حاولت أن انتزع منه السبب في تقديم الاستقالة، لكن الدكتور سعد طلب مني أن أقبلها بمحض ارادته". وكان متداولاً في الكويت منذ تشكيل الحكومة الحالية في 17 تموز يوليو 1999 أن الشيخ صباح الذي يدير فعلياً مجلس الوزراء، في ظل استمرار مرض ولي العهد الشيخ سعد العبدالله الصباح وغيابه المتكرر في بريطانيا، غير راضٍ عن تشكيلة الحكومة، وأن خلافاً بينه وبين وزير الدفاع الشيخ سالم الصباح يعيق الانسجام الحكومي، مما أدى الى تقديم الشيخ سالم قبل شهرين استقالة لم يقبلها الأمير. ومعروف ان الدكتور سعد بن طفلة محسوب على مجموعة الشيخ سالم، مما يدل الى أن استقالته مؤشر الى توجه الشيخ صباح نحو حسم الأمور داخل الحكومة. وجاءت الاستقالة أمس بعد لقاء عقده الشيخ صباح الأحمد ليل الثلثاء مع تسعة نواب اسلاميين، ركز خلاله البحث على تسوية محتملة بين النواب وبين وزير التربية الليبرالي الدكتور يوسف الابراهيم، حول قانون "منع الاختلاط" بين الجنسين في الجامعة، الذي ينتهي أجل تنفيذه في حزيران يونيو 2001 مما ينذر بمواجهة بين الحكومة ومجلس الأمة البرلمان، لأن الابراهيم - بحسب الاسلاميين - غير جدي في تنفيذ القانون الذي صدر أساساً عام 1996. لكن لقاء الشيخ صباح الاسلاميين جاء لافتاً لأنه يتناول مشكلة لن تحدث قبل 9 شهور. ثم جاءت استقالة وزير الاعلام أمس لتعزز الاعتقاد بوجود رغبة حكومية في "ترتيب الطاولة" للفترة المقبلة، وذلك يتضمن اجراء تعديل وزاري موسع لجعل الحكومة أكثر انسجاماً وتماسكاً أمام مجلس الأمة، الذي تغلب عليه المعارضة. ورحب الاسلاميون برحيل الدكتور سعد بن طفلة، المعروف بانتمائه هو والدكتور يوسف الابراهيم الى "التجمع الوطني الديموقراطي"، وهو تنظيم يضم الليبراليين القريبين الى الحكومة. وقال النائب الدكتور وليد الطبطبائي سلفي التوجه، انه كان حذر لدى تشكيل الحكومة الحالية من اعطاء وزارتي التربية والاعلام للمنتمين الى تيار سياسي وفكري محدد. واعتبر خروج وزير الإعلام نتيجة متوقعة بسبب "أدائه المتواضع"، وتمنى على ولي العهد وعلى الشيخ صباح "ان يعملا لترشيح واختيار وزير اعلام يتمتع بالكفاءة والأمانة واحترام قيم المجتمع".