أكدت مصادر غربية في القاهرة أن التحقيقات التي يجريها محققون اميركيون في شأن حادث تفجير المدمرة الاميركية "كول" في ميناء عدن، الذي اسفر عن مقتل 17 بحاراً اميركياً من "المارينز"، تتجه نحو إدانة اسامة بن لادن والزعيم السابق لجماعة "الجهاد" المصرية الدكتور أيمن الظواهري اللذين يعيشان حالياً في افغانستان وآخرين تابعين لهما مقيمين في اليمن. وعلمت "الحياة" إن محققين تابعين لمكتب التحقيقات الفيديرالي التابع للسفارة الاميركية في القاهرة باشروا جهوداً للوقوف على معلومات عن نشاط عناصر مصرية ارتبطت لفترة بابن لادن والظواهري في افغانستان ثم اتجهوا إلى اليمن، وآخرين ما زالوا مقيمين في افغانستان تبين انهم دربوا "انتحاريين اسلاميين" على تجهيز المتفجرات وتنظيم العمليات الانتحارية. وذكرت المصادر أن بين الذين يسعى الاميركيون الى الوقوف على تاريخهم المهندس الكيماوي المصري مدحت مرسي المعروف في أوساط الاصوليين باسم "أبو خباب" الذي تبين أنه ينتمي إلى محافظة الاسكندرية الساحلية وحاصل على بكالوريوس العلوم من جامعتها في نهاية السبعينات وأنه غادر مصر في الثمانينات وجال بين دول عدة الى أن استقر في أفغانستان حيث عمل خبيراً في مجال المتفجرات، مستغلاً خبراته الدراسية وتعاون مع منظمات اصولية عدة اتخذت من الأراضي الافغانية طوال الثمانينات حتى أوائل التسعينات مراكز لها. واضافت المصادر أن ابو خباب انضم رسمياً منتصف التسعينات إلى تنظيم "القاعدة" الذي اسسه اسامة بن لادن وارتقى سريعاً السلم التنظيمي نتيجة كفاءته العالية في تدريب عناصر التنظيم إلى أن صار الرجل الثالث في "القاعدة" بعد ابن لادن ومساعده صبيحي أبو ستة المعروف باسم أبو حفص المصري الذي يتولى قيادة العمل العسكري للتنظيم. ورجحت المصادر أن يكون منفذو عملية عدن تدربوا على يدي "أبو خباب"، مشيرة إلى أن الرجل اضطلع بتلك المهمات بعد مقتل القائد العسكري السابق للقاعدة علي الرشيدي المعروف باسم "أبو عبيدة التبشيري" الذي مات غرقاً في إحدى البحيرات الافريقية منتصف التسعينات. واكدت المصادر أن المؤشرات الأولية للتحقيقات تتجه نحو عدم الربط بين تفجير المدمرة "كول" والانفجار الذي وقع في السفارة البريطانية في صنعاء في اليوم الثاني، إذ تبين أن تفجير السفارة تم بطريقة بدائية عن طريق القاء قنبلة تسبب سقوطها على لوحة الكهرباء داخل السفارة في زيادة قوة التفجير في حين جاء تفجير المدمرة عملاً مدبراً بدقة وفقاً لمخطط يشبه تفجير سفارتي اميركا في نيروبي ودار السلام العام 1998.