منع الجيش اللبناني في مناطق انتشاره العسكري في الجنوب لاجئين فلسطينيين من التوجه الى المنطقة الحدودية وبالتالي الى بوابة راميا للاحتجاج على العمليات الإسرائيلية القمعية ضد الفلسطينيين. ويأتي المنع غداة تحذير إسرائيل الذي تبلغته قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب من أن جيشها سيطلق النار على أي متظاهر يتعرض لجنوده على الحدود. وذكرت مصادر رسمية ل"الحياة" ان هناك توافقاً غير معلن بين الجيش اللبناني و"حزب الله" على جعل الشريط الحدودي منطقة عسكرية في ضوء الوضع المتأزم الذي تعيشه المنطقة، وبالتالي فإنه يعني منع التجمعات على الحدود والتظاهر الى هناك. وأشارت الى أن المنع يبدأ من معبر كفرتبنيت بإجراء وقائي، في وقت كثف الجيش نقاط التفتيش وعزز حاجزه عند معبر المنصوري الذي يربط صور الساحلية بالمنطقة الحدودية. يذكر أن الموفدين الدوليين الذين زاروا لبنان اخيراً نصحوا بضبط الوضع على الحدود، في ضوء الوضع المتأزم في المنطقة. وكانت الجرافات التابعة لوزارة النقل استكملت عملية إزالة الأكشاك والمكعبات والعوائق التي كانت تقطع الطريق قرب بوابة فاطمة ما سمح بمرور السيارات في محاذاة الخط الأزرق الذي يقع خلفه الموقع الإسرائيلي. وأوضح محافظ النبطية محمود المولى ل"الحياة" هذه الخطوة قائلاً: إنها لتسهيل مرور السيارات على الطريق التي تربط كفركلا بالعديسة وهي طريق عامة، ما يجعل سير المشاة والتجمع هناك حذراً، ومشيراً الى أن قرار فتح الطريق كان سابقاً للأحداث الأخيرة. وكان ألوف الفلسطينيين خرجوا من المساجد بعد صلاة الجمعة ونظموا تظاهرات داخل المخيمات، أبرزها في مخيم نهر البارد شمال لبنان ومخيم عين الحلوة في الجنوب، بعدما وضع الجيش اللبناني في حال تأهب عند مدخل هذا المخيم للحؤول دون خروج المتظاهرين منه، فيما نشرت حواجز بين صيدا وصور دققت في أوراق السيارات وركابها. وحمل المتظاهرون في عين الحلوة الأعلام الفلسطينية ورفعوا لافتات كتب عليها باللغات العربية والعبرية والإنكليزية دعوات الى تصعيد الانتفاضة الفلسطينية وعبارات تصف اعمال إسرائيل بالنازية، وأحرقوا دمى تمثل وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت ورئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود باراك، وأعلاماً إسرائيلية وأميركية. وحمل بعضهم سلاح الكلاشنيكوف. ودعا المسؤول الفلسطيني العقيد منير المقدح الى تدمير السفارات الأميركية والإسرائيلية وإلى طرد سفراء الولاياتالمتحدة من البلدان العربية التي ناشدها فتح حدودها مع إسرائيل "ليتمكن الشعب الفلسطيني من التواصل مع أهله في الداخل والمساهمة في المقاومة". وأفاد مصدر في اللجنة الشعبية لمخيم البداوي شمال لبنان تأجيل انتقال الباصات التي كانت ستقل فلسطينيين الى الحدود اللبنانية - الإسرائيلية الى موعد لم يحدده، "حفاظاً على حياتهم ومنعاً لتوتير الوضع". وذكر مصدر فلسطيني لوكالة "فرانس برس" أن قيادة الجيش اللبناني طلبت من مسؤولين فلسطينيين في المخيم إلغاء التظاهرة المقررة. وشهد مخيم نهر البارد تظاهرة حاشدة جابت شوارعه، وتحدث عضو المكتب السياسي في الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين علي فيصل فدان "العدوان الإسرائيلي الوحشي على الشعب الفلسطيني"، داعياً الى "تصعيد الانتفاضة". وفي مخيمي الرشيدية والبص في صور انطلقت مسيرات حاشدة هتفت ضد إسرائيل ومجازرها. ونفى أمين سر حركة فتح في صيدا خالد عارف أن تكون الحركة في صدد القيام بعمليات عبر الحدود اللبنانية، لأن ذلك يتطلب تنسيقاً مع "حزب الله" ومع الدولة اللبنانية. وفي مخيم برج البراجنة نظم مجمع الأقصى مسيرة. وفي المقابل، استأنفت القوات الإسرائيلية على الجانب الآخر من الخط الأزرق أعمال الحفر والتدشيم في مواقعها القريبة من الحدود، خصوصاً في العباد الذي شهد حضوراً كثيفاً للجنود وعناصر المخابرات، فيما نشرت قوات الاحتلال عدداً من الآليات العسكرية ودفعت بتعزيزات بشرية الى المنطقة. وانتهكت طائرات حربية إسرائيلية الأجواء اللبنانية خصوصاً الجنوبية ملقية بالونات حرارية ومنفذة غارات وهمية.