يتأرجح مخيم عين الحلوة الكائن شرق صيدا في لبنان على فوهة بركان، الجمر كامنٌ فيه تحت الرماد منذ إعلان استخبارات الجيش عن تفكيكها للخلية التكفيرية، والتي تبيَّن أن رأسها يقيم في المخيم ويدعى توفيق طه الملقب ب «أبو محمد».منذ ذلك الحين، وُضِع المخيم تحت المجهر، فأنظار اللبنانيين، سياسيين وأمنيين، لا تغادره، الأمنيون يترقبون محاولة متوقعة لتهريب المطلوب الأول إلى خارجه، أما أعصاب أبناء المخيم فمشدودة إلى أقصى الحدود، صار هؤلاء يُنفّذون بشكل يومي تظاهرات احتجاجية اعتراضا على تصريحات السياسيين التي طالت المخيم، وأبرزها ما أدلى به رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، محرّضاً فيه الحكومة اللبنانية على ملاحقة المتورطين في أعمال إرهابية في مخيم عين الحلوة حتى لو أدى ذلك إلى «مخيم نهر بارد ثان»، في إشارة للنزاع المسلح بين الجيش اللبناني وجماعة فتح الإسلام في 2007. وكادت التظاهرة تخرج عن السيطرة بعدما أمطر المتظاهرون حاجزا عسكريا بالحجارة، بموازاة ذلك، أطلقت عناصر من كتائب الكفاح المسلح الفلسطينية النار في الهواء لمنع تظاهرة من التقدم باتجاه حاجز الجيش على مدخل المخيم أمس، كذلك أشعل شبان فلسطينيون النار قرب المخيم احتجاجاً على الإجراءات الأمنية التي يتخذها الجيش اللبناني لمنع هروب زعيم الخلية التكفيرية.ووصفت أوساط فلسطينية هذه التحركات ضد حواجز الجيش ب»المريبة»، مرجحة أن تكون بعض الجهات استغلت اعتراض عدد من أبناء المخيم على الإجراءات المشددة التي اتخذها الجيش مؤخرا، للدخول على الخط من أجل توتير الأجواء. وفي هذا السياق، كانت تسريبات فلسطينية خرجت إلى العلن تفيد بأن هناك اتفاقا مع الجيش اللبناني يقضي بتسليم المطلوب الأول طه، لكن الاتصالات لم تنجح حتى الآن في تسليم الرأس المدبر للخلية التكفيرية، ويُرجِع ضباط أمنيون معنيون بوضع المخيم المماطلة في الموضوع، رغم التجاوب المعلن، إلى التذرّع بأن ذلك سيؤدي إلى «خضة» في المخيم، علماً أن أكثر من مسؤول فلسطيني نفى ما يقال عن أن «طه» اختفى، مؤكدين أنه ما يزال يتنقل بكامل حريته في المخيم وبشكل علني.من جهة أخرى، علمت «الشرق» من مصادر قضائية في المحكمة العسكرية أن التحقيقات مستمرة مع الموقوفين في قضية الخلية الإرهابية التي يرأسها «طه»، وأشارت المصادر إلى أن سجلات المحكمة العسكرية أظهرت أن توفيق طه من قادة خلايا القاعدة في لبنان إلى جانب الشيخ أسامة الشهابي الذي تولى قيادة فتح الإسلام بعد عبدالرحمن عوض وشاكر العبسي. وتحدثت المصادر عن تورط «طه» في زرع عبوات استهدفت القوات الأممية لحفظ السلام في البلاد «يونيفيل»، كما أشارت إلى أنه خطط مع مجموعات موالية للقاعدة لشن هجوم على مدينة زحلة ولإقامة إمارة إسلامية في شمال لبنان.