جاء منح أكاديمية العلوم السويدية نوبل الفيزياء للعام 2000 لثلاثة رواد في تكنولوجيا المعلومات الحديثة، تتويجاً من الجائزة الأكثر عراقة للشركة الالكترونية التي باتت تتحكم بحياة البشر وبالتكنولوجيا، ابتداء من مركبات استكشاف الفضاء إلى آلات غسل الأطباق. وبعدما منحت نوبل الطب للأميركيين بول غرينغارد واريك كاندل والسويدي ارفيد كارلسون، أعلنت الأكاديمية منح جائزة نوبل للكيمياء للأميركيين الن هيغر 64 عاماً والن ماكديرميد 73 عاماً والياباني هيديكي شيراكاوا 64 عاماً، ونوبل الفيزياء للأميركيين هربرت كرومر 73 عاماً وجاك كيلبي والروسي زوريس الفيروف 71 عاماً. وفي الكيمياء، كافأت الأكاديمية الباحثين الثلاثة على "الاكتشاف الثوري" الذي انجزوه، واثباتهم ان "البلاستيك يمكن أن يتحول إلى ناقل للكهرباء بعد ادخال تعديلات عليه". وسيقتسم الباحثون الثلاثة قيمة الجائزة التي تبلغ نحو مليون دولار، لتطويرهم نوعاً من اللدائن الموصلة للكهرباء. ولهذه الاكتشافات استخدامات مهمة، إذ أن البلاستيك الموصل للكهرباء يمكن استخدامه في المواد التي لا تتأثر بالشحنات الكهربائية، وفي أفلام التصوير وعوازل شاشات الكومبيوتر وتصنيع الخلايا الشمسية والهواتف الخليوية وشاشات التلفزيونات. أما نوبل الفيزياء التي ذهب نصفها لألفيروف وكرومر والنصف الآخر لكيلبي، فمنحت للباحثين الثلاثة الذين "ارست أعمالهم أسس تكنولوجيا المعلومات الجديدة"، حسبما جاء في قرار الاكاديمية. ومنحت الجائزة لألفيروف وكرومر "لأعمالهما التي ادت الى تطوير بنى متغايرة شبه موصلة للالكترونيات السريعة والالكترونيات السمعية". وطوّر العالمان "ترانزيستورات" سريعة تستخدم في الاقمار الاصطناعية المخصصة للاتصالات والمحطات الارضية للهواتف الخليوية. كما اخترعا الديود الذي يعمل بالليزر ويسمح بالاستناد الى التقنية ذاتها، بنقل المعلومات في كابلات الألياف البصرية في شبكة الانترنت. وشددت الاكاديمية على ان "الديود المضيء ربما يحلّ في المستقبل محل لمبات" الإنارة. اما كيلبي فمنح الجائزة "لمساهمته في اختراع الدائرة المتكاملة التي ترتكز عليها التكنولوجيا الجديدة". فالشريحة الالكترونية التي وضعها موجودة في كل ميادين الحياة اليومية "من اجهزة الكومبيوتر والغسالات والسيارات الى مركبات استكشاف الفضاء واجهزة التشخيص الطبي، وصولاً الى الالعاب الالكترونية والحاسبات". وسيسلم ملك السويد كارل غوستاف الفائزين جوائزهم من مؤسسة نوبل التي أسسها العالم السويدي الراحل الفرد نوبل، وذلك في مراسم رسمية تقام في ستوكهولم في العاشر من كانون الاول ديسمبر المقبل، في ذكرى وفاة مؤسس الجائزة عام 1896. وسيختار اليوم الفائزون بجائزة الاقتصاد التي يمنحها المصرف المركزي السويدي، وغداً الفائزون بنوبل الآداب التي تمنحها الاكاديمية الملكية، ويختتم الجمعة موسم الجوائز باعلان الفائزين بنوبل السلام. وجاء الاعلان عن نوبل الطب والكيمياء والفيزياء وسط انتقادات موجهة الى الاكاديمية، مفادها ان منح الجوائز لم يعد يعكس التطورات العلمية الحديثة، ويركز على اكتشافات مبهمة قد لا تكون حاسمة، ولا تمثل احدث المنجزات. ويشير المنتقدون الى اهمية علمي الفلك والوراثة كونهما مجالين يستحقان المقدار نفسه من الاهتمام. كما تواجه الاكاديمية انتقادات لقصرها الجوائز العلمية على ثلاثة باحثين منفردين لكل فرع، وارتفعت اصوات تطالب بمنحها لمؤسسات ومعاهد علمية.