أكدت مصادر رسمية في الرباطوالجزائر ان وزير الداخلية المغربي السيد احمد الميداوي سيزور الجزائر قريباً في خطوة هي الأولى منذ توليه منصبه خلفاً للوزير ادريس البصري خريف العام الماضي. ويُتوقع ان تتناول محادثاته مع نظيره الجزائري السيد يزيد زرهوني، المسؤول السابق في جهاز الاستخبارات، العلاقات بين بلديهما، وتحديداً اتهامات الجزائر للرباط بإيواء "ارهابيين"، وموضوع الحدود المغلقة منذ أكثر من خمس سنوات. وفي الرباط، أوضحت مصادر رسمية ان زيارة الميداوي المرتقبة للجزائر تندرج في اطار المشاركة في مؤتمر وزراء الداخلية العرب المقرر في النصف الثاني من الشهر الجاري. وقالت ان امكان عقد لقاء بين الوزير المغربي ونظيره الجزائري زرهوني يندرج ضمن اللقاءات التي تعقد على هامش مؤتمرات من هذا النوع. وتابعت المصادر ان الاتصالات بين المغرب والجزائر لدرس ملفات التعاون في المجالات الأمنية وقضايا مكافحة الارهاب ومحاربة المخدرات لم تتوقف "حتى في احرج اللحظات"، في اشارة الى قرار اغلاق الحدود الذي ما زال سارياً منذ اكثر من خمس سنوات. لكن زيارة الميداوي ستكون الأولى من نوعها منذ توليه الداخلية خلفاً للبصري الذي انتقدته اوساط جزائرية بسبب مواقفه المتشددة حيال قضية الصحراء والوضع على الحدود المشتركة. كذلك ستكون الزيارة الأولى منذ مجزرة بني ونيف في ولاية بشار والتي شكلت ضربة قوية لمسار الانفراج بين البلدين. وكان المسؤولون المغاربة نفوا مرات تورطهم بإيواء ناشطين اسلاميين فارين من الجزائر. وفي اطار العلاقات الثنائية، تمنى العاهل المغربي الملك محمد السادس للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة والشعب الجزائري "مزيداً من التقدم والازدهار" وذلك في رسالة تهنئة لمناسبة عيد الفطر. وفي الجزائر، قالت مصادر رسمية في وزارة الداخلية والجماعات المحلية، امس، ان زيارة الميداني التي تقررت قبل أيام "ستشكل فرصة لاستئناف حوار هادئ ومنهجي، من اجل تحديد مسار اكثر ملاءمة لتفعيل التعاون الجزائري - المغربي". وأفادت وكالة الأنباء الرسمية، ان وزير الداخلية الجزائري، يزيد زرهوني استقبل الجمعة سفير المغرب السيد عبدالرزاق دوغمي، بطلب منه، وتسلم منه رسالة من نظيره المغربي عبر فيها عن اقتناعه بأن وزير الداخلية الجزائري "لن يدخر جهداً من اجل تطوير علاقات التعاون" مع المغرب، وأكد استعداده ل"تطوير اجراءات اقامة تعاون ثنائي والوسائل الضرورية لدفع هذا التعاون". وترجح اوساط قريبة الى وزارة الداخلية ان يكون ملف العلاقات الثنائية وملف مكافحة الارهاب على الحدود من أبرز الملفات التي ستعالج قبل اعلان فتح الحدود والغاء التأشيرات بين البلدين، في أول خطوة لانعاش العلاقات على المستوى الثنائي والمغاربي. ويتزامن الحديث عن لقاء مرتقب بين البلدين مع قرب تنفيذ الداخلية الجزائرية برنامجها الجديد الذي أعد لمواجهة نشاط الجماعات الارهابية، مع انتهاء قانون الوئام المدني في 13 الشهر الجاري، علماً ان اوساطاً جزائرية كانت تتهم المغرب ب"تدريب وتسليح جماعات وأفراد مسلحين جزائريين وتركهم ينطلقون من الأراضي المغربية لارتكاب اعمال ارهابية في الجهة الحدودية بين البلدين". وكانت اوساط ديبلوماسية ذكرت ان الرئيس بوتفليقة ينوي التوجه الى السعودية لأداء مناسك العمرة والالتقاء مع الملك محمد السادس. لكن مشاكل بروتوكولية حالت كما يبدو دون تحقيق الهدف.