يبدأ وزير الداخلية المغربي السيد احمد الميداوي زيارة للجزائر للمشاركة في اعمال مجلس وزراء الداخلية العرب الذي يبدأ اعماله اليوم، في اول لقاء رسمي مغربي - جزائري منذ اندلاع ازمة "تسلل" جماعة جزائرية مسلّحة الى داخل الأراضي المغربية خريف العام الماضي. ونفى المغرب مراراً المعلومات الجزائرية في خصوص هذه الجماعة التي تُتهم بتنفيذ مذبحة في بني ونيف في ولاية بشار على الحدود بين البلدين. وذكر بيان رسمي في الرباط ان جدول أعمال المجلس الوزاري يشمل ملفات أمنية تطاول محاربة الارهاب والمخدرات و"قضايا مالية وادارية"، في اشارة الى ان المغرب يُشارك في إجتماع الجزائر من منطلق التزاماته العربية. بيد ان مراقبين لتطورات العلاقة بين الرباطوالجزائر لا يستبعدون ان تشمل محادثات الميداوي مع نظيره الجزائري يزيد زرهوني قضايا عالقة في ملف العلاقات المغربية - الجزائرية، وفي مقدمها استمرار اغلاق الحدود البرية منذ أكثر من خمس سنوات، والموقف من مراقبة الحدود ومنع المتسللين من عبورها، اضافة الى الوضع الاقليمي المرتبط بتطورات قضية الصحراء الغربية. وكان لافتاً، في هذا الإطار، ان وزير الخارجية الجزائري السيد يوسف يوسفي صرح اخيراً بأن العلاقات مع المغرب غير مرتبطة بقضية الصحراء، ما يعني بحسب ديبلوماسيين مغاربيين في الرباط استبعاد فكرة "المقاربة الشاملة" التي كانت تطرحها الجزائر سابقاً في شأن علاقتها بالمغرب. لكن مصادر اعلامية في الرباط ابدت مخاوف أخيراً حيال مستقبل العلاقات المغربية - الجزائرية بعد المعلومات عن سعي الحكومة الجزائرية الى اقتناء مزيد من الاسلحة. وقالت مصادر مغربية ان طلبات الأسلحة الجزائرية تتجاوز متطلبات ضبط الوضع الامني داخل البلاد. وتحدثت عن امكان اجراء مناورات عسكرية جزائرية على الحدود المشتركة مع المغرب. لكن مسؤولين بارزين في الرباط رفضوا التعليق على ذلك. على صعيد آخر، لوحظ ان سفارة فرنسا في المغرب تحولت في اليومين الاخيرين الى مدينة وجدة على الحدود الشرقية مع الجزائر. واعرب السفير الفرنسي في الرباط ميشيل دوبونكورس عن امله في ان تصبح مدينة وجدة "القلب النابض للاتحاد المغاربي" كما هي حال مدينة ستراسبورغ الفرنسية بالنسبة الى الاتحاد الاوروبي. وقال ان الموقع الحيوي للمدينة، من حيث اطلالها على اوروبا شمالاً وقربها من دول المغرب العربي شرقاً، يؤهلها للقيام بدور متميز في هذا النطاق.