زار وزير الخارجية المغربي السيد محمد بن عيسى الجزائر، أمس، ونقل إلى الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة رسالة من الملك محمد السادس. وجاءت زيارة بن عيسى، وهي الأولى له للجزائر، وسط توقعات بأنها لترتيب موعد لقمة مرتقبة بين الزعيمين المغربي والجزائري، والاتفاق على تفاصيل إعادة فتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ 1995. لكن مسؤولاً حكومياً مغربياً رهن إعادة فتح الحدود بتنفيذ اجراءات أمنية وتقنية "لا بد من حلها" أولاً. ولاحظت مصادر في الجزائر ان الموفد المغربي كان وزير الخارجية وليس وزير الداخلية السيد ادريس البصري الذي يمسك بملف العلاقات الأمنية مع الجزائر، وفهم ان المحادثات التي أجراها بن عيسى طغى عليها الطابع السياسي. وتوقعت هذه المصادر ان يكون بن عيسى أثار في الجزائر الكلام الذي صدر في صحف محلية عن لجوء جماعة مسلحة الى داخل الأراضي المغربية بعدما نفّذت مذابح في الجزائر. وصرح الوزير بن عيسى في الجزائر بأن العاهل المغربي أوفده الى الرئيس بوتفليقة لاطلاعه على آخر تطورات العلاقات الثنائية و"تبادل الرأي حول مختلف القضايا الثنائية في المنطقة عموماً". واوضح ان القمة المرتقبة بين الرئيس الجزائري والعاهل المغربي انعقدت خلال تشييع جنازة الملك الراحل الحسن الثاني في الرباط الشهر الماضي. لكنه اضاف: "من المتوقع ان تكون هناك قمة قريباً". وفي الرباط، صرح وزير العمل الناطق باسم الحكومة السيد خالد عليوة الى "الحياة"، امس، في اعقاب اجتماع حكومي، بأن المغرب كان "سبّاقاً لطرح فكرة إعادة فتح الحدود". وأوضح ان رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي وجّه في الايام الاولى لتحمله المسؤولية، في آذار مارس العام الماضي، نداء الى السلطات الجزائرية لمعاودة فتح الحدود. وأضاف: "نحن راغبون في ذلك. لكن هناك قضايا أمنية وتقنية لا بد من حلها". ورأى ان هذه مسؤولية مشتركة بين المغرب والجزائر. وسألته "الحياة" عن موقف المغرب ازاء الاتهامات الجزائرية في شأن فرار متورطين في اعمال عنف وقعت أخيراً في منطقة بشار الى الأراضي المغربية. فأجاب: "انا ناطق رسمي باسم الحكومة ولا اعلق على ما تكتبه الصحافة الجزائرية". وسئل عن زيارة وزير الخارجية للجزائر امس، فرد بأنها تندرج في سياق توجهات المغرب الرامية الى تحسين علاقات حسن الجوار بين دولتين شقيقتين وشعبين شقيقين. اضاف: "مدلولها الاساسي تأكيد عزم المغرب على أن تتجه العلاقات الثنائية نحو الافضل، وان تعود الى مجراها الطبيعي". وسئل عن تأثير قضية الصحراء في العلاقات الثنائية، فأجاب: "من الناحية الموضوعية والتاريخية والسياسية، كان من غير المعقول ان تنشأ هذه القضية وان تظهر الى الوجود". واضاف: "علاقتنا مع الاشقاء في الجزائر تنطلق من ان بناء المغرب العربي لا يرتكز على انشاء كيانات جديدة". وأوضح ان المغرب راضٍ عن المنحى الذي تتخذه العلاقات مع الجزائر "لأنها تبشر بالخير".