جدد رئيس المجلس الوطني البرلمان السوداني المنحل الدكتور حسن الترابي اتهامه قوى خارجية بأنها سعت الى اقصائه و"اقصاء الاسلام من الحياة السياسية" في بلاده. وقال أمام حشد ضم آلافاً من مؤيديه انه سيعمل "وسط القواعد"، فيما أكدت زوجته السيدة وصال المهدي ان "الاستعمار يعمل لشق وحدة السودانيين". وعبرت عن تشاؤمها بتحقيق مصالحة سياسية "تأتي من مصر التي تكيد للسودان والاسلاميين". وجدد الترابي عزمه العمل لإقامة دولة إسلامية في السودان، معتبراً ان "الشهادة ستكون المعيار لمعرفة الصديق من العدو". وعن البيعة التي أعلنت هيئة الشورى في الحزب الحاكم انها تقتصر على رئيس الجمهورية الفريق عمر البشير، قال الترابي: "إنها ولاء لمبدأ وليس لشخص". وعُلم أن لجنة الوساطة التي تضم اسلاميين وشُكّلت لاحتواء النزاع، عاودت عملها وستعلن قراراتها بعد عطلة عيد الفطر. وعلمت "الحياة" ان عدداً من القياديين الاسلاميين البارزين اجتمعوا خلال العطلة، وهم بصدد إعداد مذكرة ستحال على اللجنة وطرفي الخلاف، وتحمل تواقيع عدد من القيادات التاريخية للحركة الاسلامية في السودان. واحتشد بضعة آلاف من مؤيدي الأمين العام للمؤتمر الوطني الذي يمثل الحزب الحاكم، الدكتور حسن الترابي، تلبية لدعوة من الحزب، ورددوا هتافات تندد بالولاياتالمتحدة. وركز الترابي في كلمته التي استمرت نصف ساعة على "ضرورة التمسك بتعاليم الاسلام"، مجدداً اتهاماته ل"قوى خارجية لا تريد للاسلام ان يواصل رسالته في السودان". وزاد ان "الطائرات التي هبطت في مطار الخرطوم بعد الأزمة بينه وبين الرئيس عمر البشير لم تأت لخير السودان بل لإبقاء حال الخلاف والشقاق بين ابنائه". وتعهد الترابي أمام أنصاره "ان تمضي ثورة الانقاذ نحو تحقيق أهدافها في وحدة السودانيين وتحقيق السلام في ربوع البلاد ونشر الاسلام في العالم". وهتف مطولاً في نهاية خطابه، وردد مؤيدوه بحماسة. ومعروف أن البشير كان حل البرلمان وأعلن حال الطوارئ في البلاد، ما شكل ذروة النزاع على الصلاحيات بينه وبين الترابي. ولوحظ غياب كامل لرجالات الدولة عن لقاء أمانة المؤتمر الوطني، وكان اللافت أيضاً حضور عدد كبير من أبناء جنوب السودان، ومعظمهم مسلمون نزحوا الى أطراف الخرطوم بسبب الحرب في مناطقهم. وتحدث في اللقاء الحاشد الوزير المستقيل محمد الأمين خليفة مركزاً على أهمية دور حزب المؤتمر الوطني، كما نوَّه آخرون بالدور السياسي والاسلامي الذي اضطلع به الترابي. وتحدثت الى "الحياة" زوجة رئيس البرلمان المنحل، شقيقة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي، وقالت ان تجمع الحشد "يؤكد تمسك أعضاء المؤتمر الوطني بقائده مثلما يظهر تمسك السودانيين بالتوجه الاسلامي". وهاجمت بشدة الولاياتالمتحدة. وسئلت وصال المهدي عن مساعي الوفاق الوطني والمصالحة السياسية في البلاد فعبرت عن تشاؤمها بامكانات تحقيق نتائج ايجابية، وقالت: "لن تتحقق مصالحة تقودها مصر التي تسعى الى الكيد للسودان وللاسلاميين". يذكر أن المبادرة المصرية - الليبية لتحقيق المصالحة السودانية نشطت بعد القرارات الأخيرة للبشير، وكررت القاهرة ان الأزمة في الخرطوم شأن داخلي. على صعيد آخر رويترز ذكر مسؤول في وكالة "كير" الدولية للإغاثة مقرها الولاياتالمتحدة ان اثنين من موظفيها السودانيين قتلا في مكمن نصب لهما في جنوب السودان قبل اسبوع، فيما اختفى آخران. وأوضح ان القتيلين هما ابراهيم اسحق رئيس مكتب الوكالة في بنتيو، عاصمة ولاية الوحدة الغنية بالنفط، وسائقه مكّي الخير، وهما من سكان شمال السودان. وأشار الى ان المفقودين ينتميان الى قبيلتي الدنكا والنوير الجنوبيتين. وجاء في بيان للجنة المساعدات الانسانية الحكومية ان فريقاً من وكالة "كير" تعرض لهجوم شنّه مسلحون متمردون أثناء انتقاله من بنتيو الى مايوم لفتح مركز طبي. وأكد الناطق باسم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" بزعامة جون قرنق سامسون كواجي لوكالة "فرانس برس" في نيروبي ان لا علاقة ل"الجيش" بالهجوم.