برز استياء رسمي من تصرفات اسقف مطرانية البلينة التي تتبع لها قرية الكُشح في صعيد مصر الانبا ويصا، وقالت مصادر رسمية ل"الحياة" ان ويصا "ساهم بقدر كبير في نقل صورة مغايرة لما جرى في القرية والإيحاء بتورط حكومي ما في الأحداث". ولفتت الى ان ويصا "كان له دور في تصعيد الاحداث التي جرت في الكشح في آب اغسطس عام 1998 حينما حول الاجراءات التي اتخذتها الشرطة لمعالجة جريمة قتل عادية ثبت ان مواطناً قبطياً ضالع فيها بعد قتله اثنين من الاقباط من ابناء القرية الى قضية سياسية لجأ خلالها إلى تأليب منظمات وجهات أجنبية ضد بلده". ومعروف ان ويصا تلقى دعوة للسفر الى الولاياتالمتحدة قبل نحو اسبوعين لتسلم جائزة من منظمة "بيت الحرية" الاميركية التي تعنى بشؤون الاقباط في العالم مع اثنين آخرين من الاساقفة وثلاثة من المثقفين المصريين الا انه اعتذر عن عدم السفر لوجود اسمه ضمن لوائح الممنوعين من مغادرة البلاد. ويعود تاريخ الخلافات بين ويصا والسلطة في مصر الى عهد السادات اذ اتهم في بداية الثمانينات بالتخابر مع جهات خارجية وورد اسمه ضمن لوائح الاعتقال التي وضعها السادات في ايلول سبتمبر العام 1981 واعتقل لفترة بعد ما رأى السادات ان وجوده حراً يمثل خطورة على الامن وأطلق ويصا مع معارضي السادات الذين اعتقلوا في الفترة ذاتها عقب حادثة المنصة. ولوحظ ان ويصا توقف امس عن الادلاء بتصريحات الى الصحافيين العاملين في صحف اهلية او مراسلي محطات تلفزيونية والاذاعات الاجنبية، وهو كان رفض عند اندلاع الاحداث في الكشح الإدلاء بأي تصريحات الى العاملين في الصحف المصرية، وكانت الحكومة المصرية تعهدت "الضرب بقوة على المتسببين في الفتنة الطائفية في الكشح من المتطرفين المسلمين والمسيحيين". وتعهد مجلس الوزراء في اجتماع عقد الاربعاء الماضي ب"ان لا يفلت الضالعون في الفتنة من العقاب". وتضمنت تصريحات ويصا اتهامات صريحة لمسؤولي الامن في محافظة سوهاج التي تتبع لها القرية بأنهم لم يوفروا الحماية للاقباط. ووصف أحد مسؤولي الامن بأنه متطرف وينتمي الى الجماعات الاصولية. واتصلت "الحياة" هاتفياً بمقر مطرانية البلينة لكن العاملين فيها أكدوا أن الانبا ويصا "لن يتكلم بعدما قال ما لديه وينتظر تحقيق ما وعده به وزير التنمية المحلية السيد مصطفى عبدالقادر الذي أوفده الرئيس مبارك الى الكشح لمعالجة الاوضاع من اجراءات لضمان عدم تكرار العملية مستقبلا ومعاقبة المتسببين فيها". من جهة اخرى بدأت لجنة شكلها الوزير عبدالقادر وضمت رموزاً من المسلمين والاقباط والقيادات الشعبية عقد لقاءات تهدف الى تحقيق مصالحة بين أهالي الكشح ووضع اسس لتفادي وقوع مشكلات بينهم مستقبلا، وينتظر ان يقدم الوزير تقريراً الى رئيس الوزراء الدكتور عاطف عبيد في شأن المهمة التي اضطلع بها في الكشح. وواصلت نيابة أمن الدولة التحقيق في ملابسات الأحداث واستمعت الى اقوال عدد من المتهمين والشهود ورجال الامن. وارتفع أمس عدد الاقباط من ضحايا الفتنة الى 19 بعد عثور الشرطة مساء اول من امس على جثة مواطن قبطي وسط المناطق الزراعية الكثيفة اثناء بحثها عن متهمين باستغلال الاحداث للسطو على محلات المواطنين المسلمين والاقباط في القرية. الى ذلك، بعث الرئيس حسني مبارك برقية تهنئة الى البابا شنودة الثالث لمناسبة أعياد الميلاد جاء فيها: "قداسة البابا شنودة الثالث، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة، يسعدني ان ابعث اليكم وجميع الاخوة الاقباط بأصدق التهاني القلبية بمناسبة ذكرى ميلاد السيد المسيح عليه السلام، داعياً الله سبحانه وتعالى ان يعيد هذه الذكرى عليكم جميعا بالخير والبركات وعلى مصرنا العزيزة بالمزيد من الرفعة والازدهار". وبعث مبارك ببرقية تهنئة مماثلة الى الاقباط المصريين المغتربين في الخارج متمنياً لهم دوام الصحة والسعادة ولمصر مزيداً من النمو والرخاء. وأوفد مبارك السيد اشرف عمر بكير الامين الاول في رئاسة الجمهورية الى كاتدرائية الاقباط الارثوذكس لتقديم التهنئة في مناسبة عيد الميلاد الى شنودة والاقباط الارثوذكس وحضور الاحتفال المقام فيها، كما اوفد العميد عادل صبحي سليمان الى كنيسة الارمن الارثوذكس بشارع رمسيس لتقديم التهنئة وحضور الاحتفال المقام فيها بهذه المناسبة. وأرسل رئيس الوزراء الدكتور عاطف عبيد برقية تهنئة الى البابا شنودة جاء فيها: "يطيب لي ان ابعث الى قداستكم والى جميع الاخوة الاقباط اخلص التهاني مقرونة بأصدق التمنيات داعياً الله ان يعيد هذه المناسبة المجيدة على مصرنا العزيزة وشعبنا العظيم بالخير والعزة والسلامة تحت قيادة الرئيس حسني مبارك".