فيينا، تل أبيب - رويترز، أ ب، أ ف ب - دعا زعيم الطائفة اليهودية في النمسا ارييل موتسيكانت اسرائيل الى توخي الحذر في تعاطيها مع الشؤون السياسية النمسوية لان "حزب الحرية" الذي يتزعمه يورغ هايدر "ليس نازياً"، فيما اعلن الحزب الاشتراكي الديموقراطي الحاكم انه لن يضم هايدر الى الائتلاف الحكومي. واعلن الرئيس النمسوي السابق كورت فالدهايم الممنوع من دخول الولاياتالمتحدة بسبب مواقفه في الحرب العالمية الثانية، انه ليس "من حق الدول الاجنبية تحديد من يشارك او لا يشارك في الحكومة المقبلة". وقال زعيم الطائفة اليهودية في مقابلة مع صحيفة "الغماين داغ بيلد" الهولندية: "على السياسيين الاسرائيليين ان يتصرفوا بمزيد من الحذر". واضاف ان "النمسويين ليسوا نازيين" وحزب الحرية ليس "حزباً نازياً". وتابع ان "التعميم أمر خطير". وكان وزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي اعلن الخميس انه في حال انضم هايدر الى الحكومة النمسوية الجديدة فان "اسرائيل ستستدعي سفيرها" في فيينا. ووصف حزب الحرية بأنه "نازي جديد". وقال موتسيكانت "ان هذه العلاقات بين النمسا واسرائيل اكبر اهمية" من ان تتعرض للانقطاع، مؤكداً انه يخشى ان يؤدي ذلك الى انكماش النمسويين على انفسهم اكثر. وفي تعليق على النتائج التي حققها "حزب الحرية" في الانتخابات الاحد وجعلت منه ثاني حزب سياسي نمسوي بحصوله على 2،27، اعرب موتسيكانت عن اسفه لأن "2،1 مليون نمسوي لم يتمكنوا من التمييز بين الخير والشر". واكد "ان النمسويين كانوا دائماً يكرهون الاجانب ولكن كانت هناك حدود لما كان يقال علناً. ان يورغ هايدر تجاوز هذه الحدود ... وهذا يشعرني بالاحباط". واضاف ان عدد المكالمات الهاتفية المعادية للسامية التي تلقاها المركز الثقافي الاسرائيلي في فيينا الذي يترأسه، تجاوز اربعة اضعاف ما كان يتلقاه قبل الانتخابات. من جهته طمأن نائب رئيس الحزب الاشتراكي الديموقراطي الحاكم في النمسا اسرائيل الى ان هايدر لن يشارك في الائتلاف الحكومي. وقال فيشر ان الاشتراكيين الديموقراطيين لن "يضموا في أي ظرف من الظروف هايدر إلى الائتلاف. فهو ليس شريكاً مناسباً أبداً في الحكومة". وهدد وزير الخارجية الاسرائيلية دافيد ليفي "بإعادة تقويم" العلاقات مع النمسا إذا ما تم إشراك هايدر في الحكومة النمسوية المقبلة. ورد هايدر على النقد الموجه اليه بالقول ان ليفي "فقد أعصابه". ونفى فيشر في حديثه الى صحيفة "هآرتس" أن يكون هايدر من النازيين الجدد أو من المعادين للسامية. وقال "لو كان من النازيين الجدد لما فاز بكل هذا التأييد. لذلك لا داعي لأن تهدد الحكومة الاسرائيلية بإعادة تقويم العلاقات مع النمسا". وكانت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية التي تصدر باللغة الانكليزية نقلت عن مسؤول في وزارة الخارجية الاسرائيلية قوله انه فيما يعد قطع العلاقات مع النمسا بسبب "حزب الحرية" خطوة "متطرفة"، إلا أن خفض مستوى العلاقات بين البلدين في حال انضمام حزب الحرية إلى الائتلاف الحاكم احتمال وارد.