توفي رئيس النمسا توماس كليستيل في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء عن 71 عاما وذلك قبل الموعد المقرر لتركه المنصب اليوم الخميس. وكان الاطباء المعالجون للرئيس قد قالوا في وقت سابق انهم لا يستطيعون فعل شيء لكنهم يصلون من اجل سلامة الرئيس بعد ان توقف قلبه مرتين يوم الاثنين مما أحدث خللا متعددا في وظائف الاعضاء. وقال د. كريستوف زيلينسكي الذي قاد الفريق الطبي المعالج لكليستيل في مؤتمر صحفي: يؤسفني ان ابلغكم ان الرئيس د. توماس كليستيل توفي في السادس من يوليو بسبب استمرار تدهور اعضائه الداخلية، مضيفا: كليستيل توفي بين افراد اسرته الذين كانوا بجواره ورفض الادلاء بمزيد من التفاصيل. وكان كليستيل قد دخل المستشفى مرتين في عام 1996 بسبب صعوبة التنفس. وفي أزمته الاخيرة ظل تحت تأثير المسكنات ووضع على جهاز تنفس صناعي. وكان من المقرر ان يتنحي كليستيل عن السلطة اليوم بعد فترتين مدة كل منهما ست سنوات. وسيتسلم هاينز فيشر الذي ينتمي الى الحزب الاشتراكي الديمقراطي الرئاسة وهي منصب شرفي الى حد كبير في النمسا. وحظي كليستيل باحترام ان لم يكن حب النمساويين بعد ان اصلح جانبا كبيرا من الضرر الذي لحق بصورة البلاد على الساحة الدولية بعد الكشف عن دور الرئيس السابق كورت فالدهايم الامين العام السابق للامم المتحدة في الجيش الالماني تحت قيادة الرايخ الثالث بزعامة ادولف هتلر. كما حظي كليستيل باحترام كبير لتطبيعه علاقات بلاده مع بقية دول العالم بعد ان نبذ زعماء اوروبا فالدهايم ومنعته الولاياتالمتحدة من دخول اراضيها. الا ان الدبلوماسي المخضرم اثار ايضا قدرا من الاستياء في البلاد عندما اقام علاقة مع مساعدته الشابة مارجو لوفلر مما ادى الى انهيار زواجه الذي استمر 37 عاما في 1994. وتزوج كليستيل الذي تولى الرئاسة خلفا لفالدهايم في عام 1992 من لوفلر في 1998 بعد وقت قصير من اعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية. وانتقد كليستيل قرار مستشار النمسا فولفجانح شوسل بالدخول في ائتلاف مع حزب الحرية اليميني المتطرف بزعامة يورج هايدر في عام 2000 وهو قرار ادى الى تعرض النمسا لعقوبات دبلوماسية دولية استمرت ثمانية اشهر. ولد كليستيل في عام 1932 وكان الاصغر بين خمسة ابناء في اسرته وكان والده يعمل سائق ترام في فيينا. وامضى 18 عاما من حياته الدبلوماسية التي استمرت 35 عاما في الولاياتالمتحدة حيث عمل في السفارة وفي وفد بلاده في الاممالمتحدة. وانتخب كليستيل الذي ينتمي الى حزب الشعب المحافظ رئيسا للنمسا في عام 1992 بعد ان ترك الحقل الدبلوماسي. ورغم ان منصب الرئيس شرفي وتمثيلي الى حد كبير الا ان رأي الرئيس يعتد به في الامور الهامة كما يمكنه ان يؤثر في تشكيل الحكومة.