اتهم المؤرخ الاميركي اليهودي نورمان فيكلشتاين المؤتمر اليهودي الخاص بتعويضات ضحايا النازية بالتلاعب في الحقائق وانكارها. وجاء في مقابلة معه نشرتها جريدة "برلينر تسايتونغ" صباح امس ان "المؤتمر الذي يمثل 23 منظمة يهودية اتفق خلال الخمسينات مع الحكومة الالمانية على ان تدفع 80 مليون دولار لتعويض الذين عملوا بالسخرة ايام النازية. ولكن المبلغ الذي دفع منذ اكثر من اربعة عقود لم يصل حتى الآن إلى اصحابه. وبدلاً من من ذلك تم استخدامه لأغراض اخرى. وفي التفاصيل ذكر فينكلشتاين ان قسماً كبيراً من الاموال ذهب الى الجاليات اليهودية في البلدان العربية، ومن المعتقد انه استخدم لتأمين رحيل اليهود العرب الى اسرائيل. وتدفقت اموال اخرى الى بلدان اوروبا الشرقية لتمويل عمليات تسفير المهاجرين الى الدولة العبرية، وهناك اموال صرفت لدعم برامج التدريس الخاصة بالمحرقة في المدارس والجامعات ولبناء النصب التذكاري ياد فاشيم في القدسالمحتلة. واضاف ان هذه المعطيات موثقة في دراستين علميتين لباحثين اسرائيليين هما رونالد تسفايك ونانا ساغي. وعلى ضوء المفاوضات التي تتم حالياً مع المانيا لتعويض ضحايا العمل بالسخرة اتهم فينكلشتاين المؤتمر اليهودي بأنه يفاوض على اساس ارقام غير صحيحة للضحايا. فالمعطيات القائمة على اساس علمي وموضوعي تفيد بأن عدد اليهود منهم كان بحدود 100 الف عندما انتهت الحرب العالمية الثانية. وعلى اساس ان معدل اعمارهم كان بحدود 25 عاماً آنذاك ينبغي الاقرار بأن غالبيتهم ماتوا الآن. ولم يبق منهم سوى 25 الفاً على الاكثر، ومقابل ذلك يدعي المؤتمر في المفاوضات الحالية مع الالمان انه يمثل 135 الف ضحية لا تزال على قيد الحياة. ومن المستغرب كما ذكر فينكلشتاين ان الجانب الالماني لم يختبر مدى صحة الرقم حتى الآن. ويتضح من المقابلة مع فينكلشتاين ان المنظمات اليهودية تطالب بدفع تعويضات سبق ودُفعت منذ اكثر من اربعة عقود. ومن "المفجع"، والكلام لفينكلشتاين، ان الاشخاص الذين استأثروا بها في الخمسينات هم انفسهم الذين يتفاوضون على دفع المزيد حالياً. ووصل الامر بهم الى الاصرار على حيازة القسم الاكبر من عشرة بلايين مارك وافقت المانيا على دفعها الى ضحايا العمل بالسخرة من مختلف الاديان والقوميات. اما حجتهم في ذلك فتقوم على اساس ان اليهود عانوا اكثر من غيرهم. وحذّر فينكلشتاين من ان المبالغة بأعداد عمال السخرة من اليهود يضر بمصالحهم، فمثل هذه المبالغة قد تدفع الآخرين الى الادعاء ان عدد ضحايا المحرقة مبالغ فيه ايضاً.