تجرى اتصالات بين دمشق وأنقرة لوضع تصور مشترك ل"اعلان مبادئ" ينظم العلاقة بين الجانبين ويتناول المجالات السياسية والاقتصادية وملف المياه، بعدما توصلا إلى اتفاق أمني عام 1998. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" إن المدير العام لوزارة الخارجية التركية سيزور دمشق في غضون الأسابيع القليلة المقبلة "لاجراء محادثات مع المسؤولين السوريين ومعاون وزير الخارجية السفير سليمان حداد، في شأن المبادئ الأساسية للعلاقات بين الطرفين". وأشارت إلى أن المحادثات ستمهد للقاء بين وزيري الخارجية السوري فاروق الشرع والتركي اسماعيل جيم. وكانت انقرة سلمت تصورها ل"إعلان مبادئ" الى معاون وزير الخارجية السابق السفير عدنان عمران خلال زيارته تركيا في تموز يوليو 1997، كي يدرسه المسؤولون السوريون ويقدموا ملاحظاتهم عليه. وتجدد الحديث عن تطوير العلاقات بين البلدين بعد حل الأزمة التي نشأت بسبب زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان في تشرين الاول اكتوبر 1998 وذلك بتوقيع اتفاق اضنا الأمني. ويُتوقع ان يتناول الإعلان ملفات التعاون السياسي والاقتصادي والمائي، وقالت المصادر إن الجانب السوري سيركز على "ضرورة الدخول في مفاوضات جدية للتوصل الى اتفاق نهائي على ملف المياه ينفذ بدل الاتفاق المرحلي لعام 1987"، الذي نص على ان تمرر تركيا لسورية ما يزيد على 500 متر مكعب من المياه في الثانية. وكانت مصادر ديبلوماسية قالت ل"الحياة" ان واشنطن "طلبت من تركيا ان تكون مرنة في تسوية موضوع المياه مع سورية لتشجيعها على مفاوضات السلام في شقها المائي". لكن مصادر سورية أكدت أن ملف مياه الجولان "يبحث مع اسرائيل وفق مبادئ القانون الدولي، على اساس الانسحاب الى خط 4 حزيران يونيو 1967"، وان "بحث موضوع المياه في المستقبل سيكون اقليمياً بين الدول المعنية بالمصادر المائية في المنطقة"، أي الأردن ولبنان واسرائىل وسورية. وكان جيم اكد للشرع في اجتماعهما في نيويورك نهاية العام الماضي الاستعداد للبحث في ملف المياه. إلى ذلك، لفت مراقبون إلى أهمية زيارة وزير الدولة التركي لشؤون النقل ميرزا اوغلو لدمشق الأسبوع الماضي، وتوقيع "اتفاق تعاون" مع مدير الأرصاد الجوية التابعة لوزارة الدفاع السورية. وأوضحت مصادر ديبلوماسية ان "أهمية الزيارة تنبع من ثلاثة عناصر هي: أولاً انها اول زيارة لوزير تركي منذ العام 1992. ثانياً ان اوغلو وزير دولة وهذه رتبة أعلى من الوزير العادي. ثالثاً انه ينتمي الى الحزب القومي المتطرف، والأهم انه خرج بانطباعات ايجابية". وأشارت الى انه بحث مع رئيس الوزراء السوري محمود الزعبي ووزير النقل مفيد عبدالكريم في "التعاون في مجالي النقل البحري والبري".