قالت مصادر ديبلوماسية غربية ل "الحياة" ان وفداً سورياً رفيع المستوى سيغادر غداً الثلثاء الى انقره في زيارة هي الأولى لوفد سوري منذ أكثر من ثلاث سنوات، وذلك في اطار استئناف الحوار بين انقرهودمشق. يرأس الوفد السوري معاون وزير الخارجية السفير عدنان عمران، ويضم رئيسة دائرة أوروبا الغربية السفيرة صبا ناصر والسفير السوري السابق في انقره السيد عبدالعزيز الرفاعي الذي يعمل حالياً مستشاراً في اللجنة السياسية. وأوضحت المصادر ان الزيارة تستمر ثلاثة أيام وتتضمن لقاءات مع وزير الخارجية التركي اسماعيل جيم ورئيس ادارة الشرق الأوسط كوركت تسيترغه الذي كان دشن الحوار السياسي بين الطرفين في شباط فبراير، الماضي ومهد في زيارته للقاء جيم مع نظيره السوري السيد فاروق الشرع على هامش اجتماع وزراء خارجية منظمة المؤتمر الاسلامي في الدوحة في آذار مارس الماضي. ولم توضح المصادر الديبلوماسية اذا كان تحديد انقره موعداً لزيارة الوفد السوري يعني الموافقة على "الشرط" السوري بأن تمهد محادثات السفير عمران لزيارة الوزير جيم الى العاصمة السورية. لكنها قالت ان "الحوار مستمر وفي هدوء" ذلك ان دمشق مقتنعة بأن "تحسن العلاقات بين تركيا وسورية يبعد انقره عن التحالف العسكري مع اسرائيل". وكانت دمشق وجهت انتقادات شديدة الى هذا التحالف العسكري منذ الاعلان عنه في بداية العام 1996، وحشدت موقفاً اسلامياً - عربياً ضده. ولفتت المصادر الى أن "الموقف العربي - الاسلامي ساهم في موافقة المسؤولين الأتراك على فتح حوار مع سورية" بدأ مطلع العام الجاري على أساس ان تخفف انقره وتيرة التعاون العسكري مع الدولة العبرية مقابل وقف دمشق الحملات الإعلامية ضد تركيا. وتتضمن المبادرة السورية - التركية ان يجتمع الوزيران الشرع وجيم في دمشق على أن تلي ذلك لقاءات بين وزيري الداخلية وكبار خبراء الأمن والمياه. وفي اشارة سياسية، قالت مصادر رسمية ان رئيس الوزراء السوري المهندس محمود الزعبي بعث أمس الى نظيره التركي مسعود يلماظ برقية تعزية ومواساة بضحايا زلزال منطقة أضنة. وجاء في البرقية ان الزعبي تمنى ل "الشعب التركي الصديق اضطراد التقدم والازدهار".