طوكيو - رويترز - إنتزعت هوندا موتور كومباني الأربعاء الماضي المركز الثاني بين صانعي السيارات في اليابان للمرة الأولى في تاريخها، مستفيدة من نجاح سياراتها في السوق الأميركية بما دفع أرقام إنتاجها العالمي من السيارات الى تجاوز أرقام نيسان موتور كومباني التي عُرِفَت حتى الآن في الموقع الثاني بين صانعي السيارات اليابانيين، وراء تويوتا موتور كومباني المتصدّرة. وأفادت هوندا بشكل خاص من نجاح مبيعات أكورد وموديلاتها الأخرى المسوّقة في الولاياتالمتحدة، ما حقق لها ثلاثة أعوام متتالية من الأرباح القياسية في تاريخها. في المقابل، عانت موديلات نيسان في السنوات الأخيرة سمعةَ فقرٍ إبداعي فعجز الصانع عن إستغلال قوة نمو مبيعات السيارات في الولاياتالمتحدة، ومنيت بخسائر مالية في ست من السنوات السبع الأخيرة. وبينما نما إنتاج هوندا في مصانعها المختلفة في العالم بنسبة 3.7 في المئة ليبلغ العام الماضي 2.42 مليون وحدة، تراجع إنتاج نيسان العالمي بنسبة 7.1 في المئة ليدرك 2.37 مليون وحدة. ويتوقّع المراقبون الصناعيون إحتفاظ هوندا بالموقع الثاني في السنوات القليلة المقبلة، مع أنهم لا يستبعدون عودة نيسان إليه في وقت لاحق. ورأى ستيفن أشر من شركة جاردين فليمينغ سيكيوريتيز أن خط تطوّر نيسان للسنوات المقبلة ينطلق من مستويات متدنية جداً، ما يعد بنمو لاحق، بينما يفضح نمو هوندا تبعيةً شديدة للسوق الأميركية. ويتفاءل معظم المحللين من مدى إعادة التنظيم الهيكلي لدى نيسان بقيادة شركة رينو الفرنسية التي إشترت العام الماضي 8.36 في المئة من الماركة اليابانية. وكانت قوّة مبيعات موديلَي نيسان إكستيرّا الترفيهي الرياضي وعربة فرونتير العام الماضي في الولاياتالمتحدة بشّرَت ببوادر عودة الشركة اليابانية أخيراً الى التقدم في أضخم أسواق العالم. في المقابل، تبدو هوندا شديدة التبعية لمبيعاتها الأميركية التي يعود إليها الفضل في تحقيق 80 في المئة من أرباحها التشغيلية. وبقيت تويوتا موتور كومباني في موقع متقدّم جداً عن منافستيها، إذ بلغ إنتاجها العالمي 73.4 مليون وحدة العام الماضي، بزيادة 1.2 في المئة عن 1998. ولدى إضافة إنتاج السيارات الصغيرة جداً لدى فرعها دايهاتسو موتور كومباني ليمتد، يرتفع نمو إنتاج مجموعة تويوتا العام الماضي الى نسبة 0.4 في المئة ليبلغ 4.5 مليون وحدة. وتملك تويوتا، ثالث صانعي السيارات في العالم بعد جنرال موتورز وفورد موتور كومباني على التوالي 1.51 في المئة من دايهاتسو التي نمت مبيعاتها العام الماضي بنسبة 9.28 في المئة لتبلغ 506966 وحدة، نظراً الى شدة الإقبال على السيارات الصغيرة الرخيصة التي لا تزيد سعات محركاتها عن 660 سنتم مكعب، والمتمتعة بخفض ضريبي يشجّع الإقبال عليها. وبعدما عجزت هوندا عن تلبية شدة الطلب على موديلها أكورد في الولاياتالمتحدة العام الماضي، تتوقع الشركة نمو إنتاجها في السنة الجارية بنسبة 4.4 في المئة ليبلغ 52.2 مليون وحدة، مع زيادة طاقاتها الإنتاجية. وبينما لم تعلن نيسان بعد تقديراتها للعام الحالي، يتوقع إستمرار النمو القوي لدى تويوتا، خصوصاً في اليابان حيث ستطلق في العام الحالي 11 موديلاً جديداً، ليصل إنتاجها مع دايهاتسو الى 74.5 مليون وحدة. لدى الصانعين اليابانيين الآخرين، نما الإنتاج العالمي لدى ميتسوبيشي موتور كومباني في السنة الماضية 3.3 في المئة فبلغ 72.1 مليون وحدة، خصوصاً بفضل قوة مبيعات موديلها إكليبس وبداية إنتاج موديل باجيرو آيو الرياضي الترفيهي الصغير في إيطاليا. في المقابل، تراجع الإنتاج لدى مازدا موتور كوربورايشن التابعة لشركة فورد موتور كومباني الأميركية تملك فيها 4.33 في المئة، فبلغ في العام الماضي 931466 وحدة -3.3 في المئة. وعزا الصانع تراجع الإنتاج الى ضعف السوق المحلية. وتحل ميتسوبيشي ومازدا في المركزين الرابع والخامس على التوالي بين صانعي السيارات التقليدية في اليابان، بينما تتقدّمهما سوزوكي موتور كوربورايشن لدى حساب السيارات الصغيرة التي لا تتعدى سعة محركاتها 660 سنتم مكعب، إذ بلغ إنتاج سوزوكي 85.1 مليون وحدة في 1999، بزيادة 13 في المئة عن 1998.