شكلت الأحزاب الديموقراطية التي فازت في الانتخابات البرلمانية الكرواتية حكومة لتنهي سلطة حزب الاتحاد الديموقراطي الذي قاده الرئيس الراحل فرانيو توجمان، فيما أكد المسلمون البوسنيون استعدادهم للتعاون مع القيادة الجديدة في زغرب في شأن وضع المواطنين الكروات من سكان البوسنة - الهرسك وإنهاء المشاكل المعلقة بين البلدين. وترأس الحكومة زعيم الحزب الاشتراكي الديموقراطي ايفيتسا راتشان الذي وصفها في تصريح بأنها "تمثل يسار الوسط السياسي في كرواتيا، وتضع تحقيق الديموقراطية لكل المواطنين والاندماج مع المؤسسات الأوروبية في صدارة مهماتها". وتضم الحكومة 23 وزيراً ينتمون إلى ستة أحزاب بموجب نسبة تمثيلها في البرلمان الاشتراكي الديموقراطي 12 والليبرالي الديموقراطي 7 ووزير واحد من كل من الأحزاب: الشعبي والفلاحين والأحرار واسترا الديموقراطي، ويؤيد التشكيل الحكومي 95 نائباً من 151 في البرلمان الذي انتخب في 3 كانون الثاني يناير الجاري. واسندت وزارات الخارجية تونينو بيتسول والداخلية شيمي لوتشين والمال ماتو تسركفيناتس إلى الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي ينتمي إليه رئيس الحكومة، فيما اعطيت وزارة الدفاع إلى زفونكو رادوش العضو في الحزب الليبرالي الديموقراطي. واللافت ان هذه الحكومة خصصت حقيبة للاهتمام بانضمام كرواتيا إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وتولاها عضو حزب استرا الديموقراطي ايفان ياكوفتشيتش. ورحب العضو المسلم في هيئة الرئاسة الثلاثية البوسنية علي عزت بيغوفيتش بالتغيير الحكومي في كرواتيا، "وجاء ممثلاً للتفويض الذي أعطاه الناخبون الكروات للمعارضة الديموقراطية". وقال في تصريح نقله تلفزيون ساراييفو أمس "إن البوسنة تجد نفسها الآن في وضع أفضل، إذ تحدها كل من كرواتيا الديموقراطية وصربيا الضعيفة". وأضاف بيغوفيتش ان من الأولويات التي سيعمل من أجلها فؤر تسلمه منصب رئاسة البوسنة بعد شهر "العمل على تطوير العلاقات مع كرواتيا". ويرى مراقبون في البلقان ان تأثير الأوضاع الجديدة في كرواتيا سيكون كبيراً في المنطقة، خصوصاً أنها ستكون حافزاً للمعارضة في صربيا لتوحيد صفوفها وانهاء نظام الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش. ونقل تلفزيون زغرب أمس، عن مصادر الحكومة الجديدة، أنه تم اعتقال وزير السياحة السابق ايفان خوراك بتهمة اختلاس مليون ونصف مليون مارك "انطلاقاً من الوعد الذي قطعته أحزابها للناخبين باجتثاث جذور الفساد في كرواتيا".